في ذكرى التحرير مرتزقة واحتلال وميليشيات.. هل تحررت ليبيا بالفعل؟

0
252
في ذكرى تحرير ليبيا مرتزقة واحتلال وميليشيات.. هل تحررت بالفعل؟
في ذكرى تحرير ليبيا مرتزقة واحتلال وميليشيات.. هل تحررت بالفعل؟

تحل اليوم ذكرى انتهاء نظام الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، بعد أن أعلنت وفاته قبلها بعدة أيام، لتنتهي حقبة، ظن البعض أنها نهاية لعصر ، وبداية لعصر جديد تنعم فيه ليبيا بالأمن والأمان والحرية والعدل والمساواة، وغيرها من الشعارات التي تم الترويج لها لإسقاط هذا النظام.

إلا أنه بعد مرور 10 سنوات على إسقاط هذا النظام، لم يجد الشعب ما حلم به، فغابت كل الشعارات التي تم ترويجها، ولم يتبقى لليبيا سوى الميليشيات المسلحة، والمرتزقة التي تحتل العاصمة طرابلس بالآلاف، وقوات نظامية أجنبية تسيطر على مجريات الأمور، وأتراك يتخذون القرارات بدلاً من أهل الدار.

الشعب البائس، لم يعد سيداً على أرضه، وأصبح كل همه الآن، أن يوفر قوت يومه وأقوات أسرته، وأن ينعم بالأمن في ظل انتشار مئات الحركات والميليشيات المسلحة، فما كانت عليه ليبيا قبل عام 2011، اختلف كلياً بعدها، ولكنه الاختلاف الذي وضع ليبيا في أسوأ أوضاعها.

تحولت ليبيا إلى قطعة من اللحم الشهي، الذي يسعى الكل لأخذ حصته منه، فتكالبت عليها القوى الخارجية وتقاتلت، وأقيمت الاجتماعات والمؤتمرات للتنسيق فيما بينهم، بداعي حل الأزمة الليبية، وإنما الواقع يقول أنه لا يوجد حل لأزمة دون وجود أطرافها، فظهرت نوايا الجميع.

أما عن الفساد الذي ادعى من قاموا أحداث فبراير 2011، وأسقطوا نظام القذافي، فهم أكثر من فسدوا في الأرض الآن، ففتحوا خزائن بلادهم على مصراعيها للمحتلين، ينهبون منها كما أرادوا ومتى شاءوا، فلا يوجد من يحاسبهم أو يسألهم عما يفعلونه، والخاسر في كل ما يحدث هو الشعب.

استتر التيار الإسلامي المتطرف المتمثل في جماعة الإخوان المسلمين فيما أسموه ثورة الشعب في 2011، إلا أنهم كانوا ينتظرون بفارغ الصبر أن يصلوا للسلطة، مُدعين أن الخير سيكون على أياديهم، فبعد سنوات قليلة فقط من اندلاع تلك الأحداث، وموت القذافي وسقوط نظامه، سيطر المتطرفون على كل مدن ليبيا وعانى الشعب الألم حتى حرره الجيش الليبي من براثن الإرهاب في الشرق والجنوب.

السؤال الهام الآن ويمكنك كقارئ أن تجب عليه بسهولة بحكم ما تراه ورأيه ببلادك على مدار عقد كامل، هل تحررت ليبيا بالفعل بعد سقوط القذافي ونظامه؟ أم فُتح باباً دخل منه الإرهاب والتطرف والفقر والألم وانعدام الأمن والفساد ولا يقدر أحد على غلقه؟