هل تنجح جامعة الدول العربية في إحداث انفراجة في الأزمة الليبية؟

0
382

في وقت يخيم فيه الجمود على الساحة السياسية الليبية، وجهت جامعة الدول العربية دعوة إلى جلسة حوارية ليبية – ليبية تنعقد الأحد في القاهرة، تجمع ثلاثة أطراف هم: رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفى، ورئيس مجلس النواب المستشار عقيلة صالح، ورئيس المجلس الأعلى للدولة محمد تكالة.


وقالت الجامعة، إن الجلسة الحوارية ستعقد الأحد في مقر الجامعة العربية، بهدف تيسير حوار ليبى – ليبى، وذلك لتقريب وجهات النظر بين الأطراف الليبية، وهي خطوة من شأنها تخفيف حالة الجمود التي تسيطر على الساحة الليبية، في ظل فشل المبادرة الخماسية الأممية اعتراضا على دعوة حكومة الوحدة الوطنية.

وهو الأمر الذي حاولت الجامعة العربية تفاديه فلم توجه الدعوة بالأساس إلي أي من الحكومتين المتنازعتين، وهو توجه طالما نادى به رئيس مجلس النواب الليبي، الذي يصر على استبعاد دبيبة أو مشاركة الحكومة المكلفة برئاسة أسامة حماد.

الناطق باسم الأمين العام لجامعة الدول العربية، السفير جمال رشدي، اعتبر أن هذه الدعوة استشعاراً لمسؤوليات الجامعة العربية الأصيلة تجاه هذا البلد العربى المهم، وفي هذا التوقيت الدقيق، وكمسعي لإخراج ليبيا من أزمتها التي طال أمدها، وتزايدت أعباؤها وتبعاتها.

وأشار رشدي إلى معاناة المواطن الليبي الذي يتطلع اليوم إلى ساسته للخروج من هذا الوضع الخانق عبر تحييد المصالح الضيقة، ووضع المصلحة العليا للبلاد فوق أي اعتبارات.

ويعول الكثير على نجاح جهود الجامعة العربية وإنجاح ما فشلت فيه مبادرة المبعوث الأممي لعقد اجتماع خماسي بين الأطراف الليبية.

وفي 2 مارس الجاري، بحث رئيس المجلس الأعلى للدولة محمد تكالة مع مساعد الأمين العام لجامعة الدول العربية حسام زكي الجهود الأممية لحل الانسداد السياسي في ليبيا، وذلك على هامش أعمال منتدى أنطاليا الدبلوماسي في دورته الثالثة المنعقد في مدينة أنطاليا التركية.


وأفاد المكتب الإعلامي للمجلس بأن الاجتماع بحث الجهود الأممية لحل الانسداد في العملية السياسية بما يدعم المسار الديمقراطي وفق مخرجات الاتفاق السياسي، كما ناقشا دور جامعة الدول العربية لتقريب وجهات النظر والوصول إلى توافق بين جميع الأطراف بعيدًا عن المبادرات الأحادية.


وترى الجامعة العربية أن نجاح المصالحة الوطنية في ليبيا، من شأنه حل كل المختنقات السياسية، فقبل شهر، دعت جامعة الدول العربية، من برازافيل، الى ضرورة تكثيف الجهود بناء على الزخم الايجابي من الإجماع الدولي لدعم المصالحة الوطنية في ليبيا، بمشاركة كافة الأطراف الليبية دون إقصاء لتخرج كلها رابحة.


وقال ممثل جامعة الدول العربية، الأمين العام المساعد حسين الهنداوي في كلمة له خلال اجتماع لجنة الاتحاد الإفريقي رفيعة المستوى المعنية بليبيا، أن جامعة الدول العربية تتابع عن كثب مسار مشروع المصالحة الوطنية وشاركت في فعاليات للجنة التحضيرية منذ الملتقى المنعقد في يناير 2023.


وأضاف أن الجامعة العربية تتطلع إلى انعقاد مؤتمر المصالحة الوطنية بمدينة سيرت في أبريل المقبل فإنها تؤكد في هذا الصدد على ضرورة تكثيف الجهود بناء على زخم إيجابي من الإجماع الدولي لدعم هذا المشروع بمشاركة كافة الأطراف الليبية دون إقصاء، لتخرج كلها رابحة.


وذكر في السياق بقرارات مجلس جامعة الدول العربية التي اكدت على اهمية دعم المصالحة الوطنية الشاملة في تحقيق الاستقرار السياسي المستدام وتهيئة الظروف الملائمة للانتخابات وانهاء حالة المراحل الانتقالية وحث كافة الأطراف الليبية على إنجاح المصالحة.