استعان بـ «بلحاج».. هكذا أغرق التونسي راشد الغنوشي ليبيا بالمقاتلين والسلاح

0
279

في كل بؤرة توتر طائفي حول العالم تجد جماعة الإخوان المسلمين، متورطة إما بمقاتلين أو بتوتير أوضاع أو بتحالفات مع جماعات متطرفة، بما يحقق مصالحها. 

ومن أكثر أذرع الجماعة تورطًا حركة النهضة الذراع التونسي للتنظيم، والتي تورطت على مدار أكثر من عقدين في إرسال مقاتلين إلى ليبيا وسوريا.

واليوم، تحقق أجهزة الأمن التونسية المختصة بمكافحة الإرهاب مع رئيس الحركة راشد الغنوشي ونائبه علي العريض، في شبهة الوقوف وراء تسفير آلاف التونسيين للقتال مع الجماعات الإرهابية في سوريا وليبيا.

واستدعت فرقة مكافحة الإرهاب، الغنوشي ونائبه علي العريض، الذي كان يتولى وزارة الداخلية في فترة حكم النهضة (بين 2011 و2013)، بعدما تردد اسم الحركة وأسماء قيادات تابعين لها، في تحقيقات مع عناصر إرهابية تم استجوابهم، بعد عودتهم من بؤر التوتر، اعترفوا خلالها أن هذا الحزب قدم لهم تسهيلات للسفر إلى مناطق النزاع.

البداية كانت في ديسمبر 2021، حين تقدمت النائبة السابقة بالبرلمان وعضو لجنة التحقيق البرلمانية في شبكات التسفير فاطمة المسدي، لدى القضاء العسكري، للكشف عن ملابسات ملف التسفير والأطراف المتورطة فيه، وأظهرت التحقيقات تورط جماعة الإخوان. 

وشملت التحقيقات القضائية 126 شخصاً، حول الفترة بين سنوات 2011 و2013، وهي فترة حكم الترويكا بقيادة حركة النهضة، بعد سنوات من المماطلة والتعتيم.

وعلى مدار أشهر أوقفت الأجهزة الأمنية قيادات سياسية وأمنية مقربة من حركة النهضة، من بينها القيادي في الحركة الحبيب اللوز، ورجل الأعمال والنائب السابق بالبرلمان عن حركة النهضة محمد فريخة، بسبب تورط شركة “سيفاكس أيرلاينز” التي يمتلكها في تسفير الشباب التونسي إلى تركيا قبل وصولهم إلى العراق وسوريا للانضمام إلى التنظيمات الإرهابية.

واعتقلت السلطات أيضاً كل من القيادي في “ائتلاف الكرامة” والنائب السابق بالبرلمان محمد العفاس قبل إطلاق سراحه وإبقائه على ذمّة القضية، وكذلك النائب السابق والإمام المعزول رضا الجوادي، إلى جانب عدّة قيادات أمنية سابقة بوزارة الداخلية.

ووجّه مساعد الغنوشي، ماهر مذيوب، دعوة إلى أنصار حركة النهضة، للمشاركة في وقفة احتجاجية أمام فرقة مكافحة الإرهاب، للتنديد بعرض الغنوشي والعريض على التحقيق.

وتورط الغنوشي بعلاقات قوية مع الجماعة الليبية المقاتلة، وزعيمها عبد الحكيم بلحاج وكذلك القيادي علي الصلابي، حيث استغل ذلك في تهريب السلاح والمقاتلين للغرب الليبي. 

وتعامل الغنوشي مع الوجود الإخواني في ليبيا على أنه قضية وجود للجماعة في شمال إفريقيا ككل، فدعم التواجد التركي في غرب ليبيا، وتورط في صفقات سلاح، جنى من وراء بعضها ثروة طائلة بلغت نحو مليار دولار. 

وجاء في تحقيق نشرته صحيفة الأنوار التونسية، تحت عنوان “الأنوار تفتح ملف ثروة الغنوشي”، بلغت ثروة زعيم الإخوان بالبلاد نحو مليار دولار، في شكل ودائع بنكية موجودة أساسا في سويسرا، وحصص في شركات خارج تونس، بينها 3 شركات في فرنسا.

وقالت الصحيفة إن هذه الثروة الضخمة جاءت من وراء صفقات تهريب الأسلحة إلى ليبيا، حيث سهل الغنوشي مرور أكثر من 20 شحنة أسلحة إلى ليبيا مقابل عمولات بلغت 30 مليون دولار.

وأشارت إلى أن الغنوشي حصل من خلال عملية تهريب المقاتلين على عائدات خيالية، موضحة أنه يحتكر وظيفتين أساسيتين، هما المال والعلاقات الدولية.