قضية فوزي بوكتف.. فضيحة تعيد للأذهان جرائم جماعة الإخوان في ليبيا

0
683
فوزي بوكتف
فوزي بوكتف

تورطت قيادات جماعة الإخوان المسلمين بليبيا في قضايا فساد عديدة لتحقيق مكاسب مادية، مستغلين الأزمات الداخلية والحروب الأهلية وحالات الانقسام السياسي والاجتماعي، التي عانت منها البلاد على مدار العقد الماضي عقب سقوط النظام السابق بعد أحداث عام 2011.

أحد هذه القيادات في جماعة الإخوان هو فوزي بوكتف، الذي كان يشغل منصب سفير ليبيا لدى أوغندا، والذي صدر بحقه مؤخراً حكماً بالسجن لتورطه في قضية فساد مالي كبرى.

وأمس الأول الثلاثاء قال المكتب الإعلامي للنائب العام الليبي إن محكمة جنايات طرابلس أصدرت حكماً يقضي بحبس رئيس بعثة ليبيا لدى أوغندا خلال الفترة الممتدة من عام 2013 حتى العام 2017، فوزي بوكتف، لمدة 13 شهراً، وحبس مسؤول ضبط الشؤون المالية في البعثة لمدة عام.

وتعود أحداث القضية لعام 2022 عندما أعلنت النيابة العامة حبس رئيس بعثة ليبيا السابق لدى أوغندا باتهامات تتعلق بالفساد المالي، بعد ما كشفت تحقيقاتها تعمد المتهم التصرف في 250 ألف دولار بالمخالفة لمقتضيات التشريعات الناظمة لأوجه صرف المال العام، بالإضافة إلى تعمد إلحاق الضرر بالمال العام، والإسهام في ارتكاب واقعة تحقيق منافع مادية غير مشروعة لغيره تمثلت في 760 ألف دولار.

ويعتبر فوزي بوكتف، من أبرز قيادات الإسلام السياسي في ليبيا، وقد اعتقل إبان حكم القذافي أول مرة عام 1984 بتهمة انتمائه لجماعة الإخوان المسلمين وأفرج عنه عام 1992 ليعتقل مرة أخرى عامي 1996 و1998 ويحكم عليه بالسجن المؤبد بذات التهمة قبل أن يصدر عفو بحقه ويُفرج عنه نهائيا عام 2006.

وكان بوكتف، من القيادات الإخوانية التي شاركت في أحداث فبراير عام 2011 وترأس تجمع سرايا ثوار المنطقة الشرقية وكتيبة 17 فبراير قبل أن يعينه المجلس الانتقالي نائبا لوزير الدفاع.

كما كان فوزي بوكتف، من مؤسسي ميليشيات فجر ليبيا المتهمة بمقتل مدنيين وحرق وتدمير منشآت عامة خلال حرب شنتها للسيطرة على العاصمة طرابلس عام 2014 وذلك في سياق انقلاب جماعة الإخوان والمتحالفين معها على نتائج الانتخابات التشريعية التي لم تكن لصالحهم.

وأدرج فوزي بوكتف، في يونيو 2017 على قوائم الإرهاب التي أصدرها البرلمان الليبي بتهمة التنسيق العسكري والمالي مع قطر، وعرف بقربه من شبكات الإخوان المسلمين في حكومة فايز السراج.

ويرى مراقبون أن قضية فوزي بوكتف، أعادت لأذهان الليبيين الجرائم التي كانت ترتكبها جماعة الإخوان في ليبيا واستغلالها لحالة الفوضى التي عمت ليبيا عقب أحداث فبراير للركوب على السلطة.

فبعد الإطاحة بحكم الرئيس الليبي السابق معمر القذافي، أصبح تنظيم جماعة الإخوان في ليبيا الذي يتخذ العنف جزء لا يتجزأ من استراتيجيته للوصول إلى السلطة عراب الميليشيات المسلحة والانقلاب على السلطات المنتخبة، وارتكب برعايته جرائم ودمار لاتزال تعاني من آثاره البلاد إلى الآن.