اختراق جديد.. لماذا تتعرض شركات الاتصالات في ليبيا للقرصنة دائماً؟

0
352

تعرض مركز البيانات التابع لشركة ليبيا للاتصالات والتقنية، أمس الخميس، إلى هجوم إلكتروني لحجب الخدمة منذ الساعة الثالثة صباحاً، أدى إلى تذبذب خدمات مركز البيانات.

ووفقا لما أعلنته الشركة الليبية القابضة للاتصالات، فإن شركتي ليبيا للاتصالات والتقنية وشركة الاتصالات الدولية بالتعاون مع فريق الامن السيبراني للشركة القابضة للاتصالات تعمل على التصدي للهجوم الإلكتروني، حيث استمر الهجوم السيبراني عدة ساعات، حتى بعد تدخل الفرق التقنية لحل الأزمة.

لم تكن تلك الهجمات هي الأولى التي يتعرض لها الأنظمة الإلكترونية في ليبيا إلى هجمات سيبرانية، ففي 13 مايو الماضي، رصدت الشركة الليبية القابضة للاتصالات، شكوى جماعية للمواطنين عبر حساباتهم بمواقع التواصل الاجتماعي، بعدما تم اختراق حساباتهم على فيسبوك عبر استخدام رمز التحقق “الكود” المرسل من فيسبوك عند طلبه إلى هاتف المستخدم عبر خطوط الاتصالات ليبيانا و المدار، متهمين الشركات بتمكين طرف ثالث من الوصول إلى (رسالة الكود).

استمر الأمر على هذا الحال بعد انتشار الشكاوى، حتى نشر موقع هاكمانك المتخصص في متابعة عمليات القرصنة بهدف التحليل، تقريرا كشف فيه ما حدث بالتفصيل من اختراق للشركة ونظامها الأمني وسرقة بيانات العملاء.

وأوضح الموقع أن قراصنة استولوا من شركة ليبيانا على بيانات تتعلق بمستندات المالية والمحاسبية ومعلومات شخصية وبيانات جواز السفر، وقواعد البيانات، وتقارير المدققين والمعلومات الاستراتيجية، وبيانات التسويق، ووثائق عدم الإفصاح (NDA) والعقود – RND، وسجل المراسلات والمحادثات مع إدارة الشركة.

القراصنة تمكنوا من اختراق موقع شركة “ليبيانا” مستغلين العديد من نقاط الضعف، في نظام الحماية الخاص بشركة الاتصالات الليبية، وعلى الرغم من محاولات الشركة الليبية للتعتيم على الأزمة، إلا أن ما نشره الموقع زاد من الأزمة، فكان لزاما عليها الرد، فأصدرت بيانا أوضحت فيه الوضع من وجهة نظرها.

ووقتها، نفت شركة “ليبيانا” تعرض بياناتها للاختراق، مؤكدة أن منظومتها تعمل بشكل طبيعي، مؤكدة أنه لا يوجد أي اختراق بشأن بيانات الشركة والمنظومة تعمل بشكل طبيعي، إلا أن هذا البيان تنافى تماما مع رواية المواطنين أنفسهم الذين تعرضوا للسطو الإلكتروني وعلى التقرير الذي نشره الموقع بحدوث اختراق فعلي للشركة.

ومع تكرار الخروقات والهجمات الإلكترونية ونجاح القراصنة في اختراق المنظومة الإلكترونية الليبية، نشر موقع “بيزنس إنسايدر” الأمريكي، تقريرا سلط فيه الضوء على الخروقات الأمنية عبر الإنترنت بصفتها مصدر قلق ملح للشركات في إفريقيا.

وأكد التقرير، أن مجرمي الإنترنت يستخدمون تكتيكات من قبيل الهجمات عبر برامج الفدية وتسريب البيانات ما يشكل بالمجمل عدة مخاطر كبيرة على المؤسسات وأصحاب المصلحة في إفريقيا.

ووفقا للتقرير تحتل ليبيا المرتبة الأولى بين البلدان الإفريقية المعرضة لخطر كبير من التهديدات السيبرانية خلال العام 2023 إذ احتلت المركز الـ90 على مستوى العالم مرجعا ذلك لعدم توفير هذه البلدان ضمانات غير كافية ضد الجرائم الإلكترونية ما يجعلها عرضة بشدة للهجمات.

واختتم التقرير بالإشارة لامتلاك هذه الدول تشريعات ضعيفة أو غير موجودة لمكافحة التهديدات السيبرانية ما يعرض المعاملات الحساسة لخطر كبير.