لماذا تعيش دار الإفتاء الليبية في جلباب الغرياني؟

0
130
الصادق الغرياني
الصادق الغرياني

يسيطر على دار الإفتاء الليبية منذ وقت طويل المفتي المعزول من البرلمان الصادق الغرياني، المعروف بفتواه التحريضية على العنف والقتال ونشر الفتن، والذي يوجه الدار لأغراض سياسية بدلاً من القيام بدورها وتقديم الموعظة والفتوى الدينية.

ومنذ أن تم تعين الصادق الغرياني في فبراير عام 2012 بقرار من المجلس الوطني الانتقالي أثارت مواقفه جدلاً واسعاً في الأوساط الليبية بسبب تحيزه لأطراف إسلامية متشددة وجماعة الإخوان المسلمين.

الأمر الذي دفع مجلس النواب الليبي إلى إصدار قرار في عام 2014 بعزل الصادق الغرياني وإلغاء دار الإفتاء وإحالة اختصاصاتها واختصاصات المفتي لهيئة الأوقاف.

لم ينفذ الغرياني، قرار البرلمان وظل في منصبه الذي استخدمه في التحريض على القتال ضد الجيش الليبي وإباحة الاحتلال التركي للبلاد.

وطوال الأعوام الماضية عانت دار الإفتاء الليبية من التخبط بسبب سيطرة الغرياني عليها وأصبحت سبب في الفتنة بين الليبيين.

وكان آخر تلك المواقف عند وفاة مفتي ليبيا الأسبق الشيخ المدني الشويرف، ونشرت دار الإفتاء تعزية في وفاته، إلا أنها هوجمت من أتباع الغرياني، بسبب أن الشيخ الشويرف من من عاصروا عهد القذافي إلى جانب أنه كان من المعارضين لتدخل الناتو في ليبيا الذي كان يؤيده الغرياني.

وعادت دار الإفتاء لتبرر نشرها بعد هجوم أتباع الغرياني، ونشرت توضيح مفاده أن مسلك الدار في التعازي لا يستثني كل علماء الدين في ليبيا وأن النصيحة تقدم للمسلم في حياته وبعد مماته لا مجال إلا بالدعاء له بالرحمة والمغفرة.

ويدل موقف دار الإفتاء على مدى سيطرة الغرياني واتباعه عليها وأنها لا تمثل كل الليبيين، وأصبحت وسيلة سياسية تتحرك وفق أهوائهم.

ولم تكن هذه هي الواقعة الأولى التي تثير فيها دار الإفتاء الفتنة، ففي عيد الفطر الماضي، خالفت دار الإفتاء كل دول جوار ليبيا وهيئة الأوقاف الليبية وأعلنت تعذر رؤية هلال شهر شوال، ما جعل جوامع طرابلس منقسمة فكان البعض يقيم صلاة التراويح فيما كان البعض الآخر يكبر للعيد.

كما حدثت فتنة أخرى خلال شهر رمضان، عندما افتت هيئة الأوقاف بضرورة إخراج زكاة الفطر حبوب، لكن دار الإفتاء خرجت بفتوى مضادة وأجازت إخراجها نقود.

وتعود حالات الفتن التي تثيرها دار الإفتاء إلى استخدامها في الصراع السياسي الذي تشهده البلاد من قبل رئيسها الصادق الغرياني، والذي أحدث تداخل شديد وخلط معيب بين الفتوى الشرعية وتوجهات تنظيم الإخوان المنتمي إليه، فكانت الفتوى الصادرة عن دار الإفتاء موظفة لخدمة التنظيم ولم تكن كلها منضبطة تخص جانب العبادات.