حراك أمريكي سياسي في ليبيا.. ما سبب زيارة مساعدة بلينكن إلى ليبيا؟

0
210

شهدت الأيام الأخيرة حراك سياسي أمريكي مكثف في ليبيا، لدعم مبادرة المبعوث الأممي إلى ليبيا عبد الله باتيلي، التي اقترحها لإجراء الانتخابات في نهاية العام الجاري.

وبدأت مساعدة وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى، باربرا ليف، زيارة إلى ليبيا منذ أمس الأول الاثنين، وعقدت سلسلة اجتماعات مع القادة في ليبيا، برفقة المبعوث الأمريكي إلى ليبيا، ريتشارد نورلاند، والقائم بأعمال السفارة الأمريكية، ليزلي أوردمان.

والتقت مساعدة وزير الخارجية الأمريكي، مع القائد العام للجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر، ورئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح، في مدينة بنغازي.

ثم توجهت إلى طرابلس والتقت مع رئيس حكومة الوحدة عبد الحميد دبيبة، ووزيرة الخارجية بحكومته نجلاء المنقوش، والمبعوث الأممي إلى ليبيا عبد الله باتيلي.

كما التقت باربرا ليف، مع رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي، والنائب بالمجلس عبد الله اللافي، ورئيس مجلس الدولة الاستشاري خالد المشري.

وتركزت جميع لقاءات مساعدة وزير الخارجية الأمريكي على مناقشة التطورات السياسية، وتأكيد بلادها على دعم عمل المبعوث الأممي عبد الله باتيلي مع القادة والمؤسسات الليبية لوضع ‫إطار دستوري‬ وجدول زمني لإجراء ‫الانتخابات‬ هذا العام.‬‬‬‬

ويرى مراقبون أن التحرك السياسي الأمريكي في ليبيا والضغط للإسراع بإجراء الانتخابات، يهدف في الحقيقة إلى تقويض النفوذ الروسي في ليبيا وتحديداً دور مجموعة “فاجنر” الروسية.

وهو ما أكدته مساعدة وزير الخارجية الأمريكي خلال لقائها مع المشير خليفة حفتر، حيث قالت إنها ناقشت معه أهمية حماية سيادة ‎ليبيا من خلال إجبار جميع المقاتلين والقوات والمرتزقة الأجانب على مغادرة البلاد، مشيرة إلى تصنيف “فاغنر” مؤخراً كمنظمة إجرامية عابرة للحدود، ومشددة على دورها المزعزع للاستقرار والانتهازي في ليبيا والمنطقة.

هذا التوجه أكده أيضاً تصريحات المبعوث الأمريكي ريتشارد نورلاند، في حديثه مع قناة الجزيرة القطرية منذ أيام، حيث أشار إلى أن مجموعة “فاغنر” تسببت في زعزعة الاستقرار في ليبيا والمنطقة، مشدداً على ضرورة أن يفكر السياسيين والعسكريين بجدية في مبادرة باتيلي.

وفي مؤتمر قادة الدفاع الأفارقة الأخير، الذى عقد في روما، والذي حضره رئيس الأركان بالجيش الوطني الليبي الفريق عبد الرزاق الناظوري، ورئيس الأركان بحكومة الوحدة محمد الحداد، ندد قائد القيادة العسكرية الأمريكية في أفريقيا “أفريكوم” مايكل لانجلي، بالتحركات الروسية في القارة، وتحديداً دور مجموعة “فاغنر” الروسية في كل من ليبيا وموزمبيق ومالي وأفريقيا الوسطى، مشيراً إلى خطورة تداعيات هذه التحركات على أمن أفريقيا.

وتراجع اهتمام الولايات المتحدة بقارة أفريقيا في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، الذي أتبع سياسات تستهدف سحب القوات الأمريكية من بعض المناطق منها الصومال، بالمقابل وجهت موسكو اهتمام كبير بالقارة الأفريقية ووقعت بين عامي 2015 و2019، نحو 19 اتفاقية تعاون عسكري مع الحكومات الأفريقية.

وتعتبر شركات الأمن الخاصة، الأداة الأبرز لروسيا، حيث توسع دور “فاغنر” ما بين تقديم التدريبات على مكافحة التمرد ومكافحة الإرهاب وتقديم المشورة للحكومات المحلية.

وتدخلت “فاغنر” في ليبيا لدعم الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر في حربه ضد الميليشيات الموالية لحكومة الوفاق السابقة برئاسة فايز السراج.

ورغم أن حكومة السراج فتحت أبواب ليبيا للاحتلال التركي الذي جلب آلاف المرتزقة السوريين للقتال ضد الجيش الوطني الليبي، ولا يزالون يتواجدون حتى الآن، لم تتحدث الإدارة الأمريكية عنهم وعن تأثيرهم على عدم الاستقرار في ليبيا.