لمواجهة شعبيتها المنهارة.. كيف تخطط جماعة الإخوان لخداع الشعب الليبي؟

0
121

أعلن حزب العدالة والبناء الذراع السياسي لجماعة الإخوان في ليبيا، فوز عماد البناني برئاسة الحزب خلفا لرئيسه السابق محمد صوان، في خطوة اعتبرها مراقبون محاولة سياسية جديدة من الجماعة لتعويض الخسائر المتتالية للجماعة في ليبيا.

وقال الحزب المنتمي لجماعة الإخوان التي يصنفها مجلس النواب الليبي ودول عدة تنظيماً إرهابياً، إن أعضاء مؤتمره العام اختاروا عماد البناني رئيساً جديدا للحزب بعد انحصار المنافسة مع القيادي الآخر سليمان عبدالقادر.

وجاءت هذه الخطوة، بعد أسابيع قليلة من إعلان جماعة الإخوان في ليبيا عن تحولها إلى جمعية تحمل اسم “الإحياء والتجديد”.

ورغم تأكيد الجماعة في بيان تحولها إلى جمعية على “مراعاة متغيرات الواقع”، إلا أن الليبيون شككوا في هذه الخطوة باعتبارها ظاهرية، وأنها أتت خوفاً من تبعات التحول الديمقراطي في ليبيا الذي يهدد مشروعها.

وتسابق ليبيا عبر المفوضية الوطنية العليا للانتخابات، الزمن استعداداً لإجراء الانتخابات في موعدها المقرر في 24 ديسمبر المقبل، وفق الاتفاق المنبثق عن ملتقى الحوار الليبي برعاية أممية في نوفمبر من العام الماضي.

وتوقع مراقبون أن خطوة الإخوان بتحويل اسمها؛ جاءت على خلفية التحضير للانتخابات الليبية المقبلة، في إطار إعادة ترتيب أوراق الجماعة لكسب ثقة الليبيين في الشارع.

إلا أن رد فعل الشعب الليبي برفضه لهذه الخطوة وتأكيده على أنها مناورة جديدة من الجماعة لإحياء نفسها في المشهد السياسي، دفع الإخوان إلى اتخاذ خطوة جديدة مناهضة للانتخابات وذلك عبر ممثليها في الملتقى الليبي المكون من 75 شخصية اختارتهم البعثة الأممية.

وكانت قد أثارت اختيارات بعض الشخصيات الإخوانية في ملتقى الحوار غضبا واسعا في المجتمع الليبي لتورطهم في دعم عمليات عنف داخل البلاد. 

ولم تكن خطوة انتقال جماعة الإخوان لجمعية تحت مسمى الإحياء والتجديد، هي الأولى من نوعها التي تحاول فيها الجماعة خداع الشعب لإقناعه بأنها انفصلت عن ماضيها الذي يصفه البعض بـ”الأسود”، بل كانت هناك محاولات أخرى من بينها التظاهر بانشقاق قيادات أو الحل الجماعة في بعض المدن التي تتمركز فيها.

وجراء الضربات المتلاحقة للجماعة والرفض الشعبي الواضح لمشروعها داخل ليبيا، قدم بعض المنتمين للإخوان استقالات جماعية.

ورغم تشكيك البعض في هدف هذه الخطوة، بسبب تجارب مُماثلة لأعضاء فاعلين، استقالوا على الورق، وظلوا أوفياء لأجندات الإخوان السياسية، كشفت الاستقالات الجماعية تعرض الجماعة لهزة كبيرة بداخلها هددت مشروعها المتعارض مع قيام دولة مدنية ديمقراطية، ذات مؤسسات قوية أمنية وعسكرية وتشريعية.

وفي أغسطس من العام الماضي، أعلن فرع جماعة الإخوان في مدينة الزاوية غرب ليبيا، عن استقالة جماعية وحل فرع الجماعة في المدينة اعتراضاً على ما تتعرض له البلاد.

وبعد نحو شهرين من استقالات الزاوية، هددت عناصر من جماعة الإخوان في مدينة مصراتة بالانسحاب أيضاً اعتراضاً على سياسة قادة الجماعة.

وتعيش جماعة الإخوان في ليبيا مؤخراً، مرحلة صعبة على خلفية تورط أغلب قاداتها بدعم التنظيمات المتشددة في البلاد في العقدين الماضيين.

قبل ثورة فبراير عام 2011، انخرطت جماعة الإخوان في التوسط بين الجماعة الليبية المقاتلة والنظام الليبي السابق، بزعم إجراء مراجعات فكرية للمقاتلين في فرع تنظيم القاعدة في ليبيا، لكن سرعان ما انقلبت الجماعة على القذافي وشاركت في الإطاحة به.

وعقدت الإخوان تحالفات ببن قاداتها في مصراتة وتنظيمات صنفت إرهابية بقرار من مجلس الأمن، حيث ساعدت في تشكيل قوات درع ليبيا اللبنة الأولى لتنظيم أنصار الشريعة ومجالس شورى ثوار بنغازي ودرنة وأجدابيا المتحالفين مع تنظيم داعش شرق البلاد.

وفي أعقاب هذه التحالفات، وتورط أعضائها في أعمال عنف، تلقت الجماعة خسارة واسعة في الانتخابات البرلمانية عام 2014، دفعتها إلى شن عملية مسلحة تحت مسمى “فجر ليبيا” لرفض نتائج العملية الانتخابية، ما أدى إلى دخول ليبيا في فوضى مسلحة وانقسام حتى وقتنا الراهن.