قبل الرحيل الأخير.. لماذا يلتقي باتيلي كافة الأطراف الليبية؟

0
169

قبل أيام عاد رئيس بعثة الأمم المتحدة إلى ليبيا المستقبل، عبدالله باتيلي، لتسليم مهامه لنائبته سيفاني خوري، لكنه أصر أن يلتقي كافة الأطراف في ليبيا لإلقاء الوداع.

وفي منتصف الشهر الماضي، أعلن باتيلي، استقالته، بزعم أن الزعماء الرئيسيين في ليبيا يتحدون عمداً الجهود الدولية لإحلال السلام، فضلاً عن تأخيرهم الانتخابات بشكل دائم.

وحذر باتيلي، في بيان استقالته، من أن ليبيا صارت ساحة للتنافس الشرس بين الجهات الفاعلة الإقليمية والدولية التي تتدافع من أجل الحصول على موقع ليبيا ومواردها، وهذا ما يجعل الحل بعيد المنال.

واليوم، التقى رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، باتيلي بحضور نائبة رئيس بعثة الأمم المتحدة للشؤون السياسية ستيفاني خوري، حيث أكد مواصلة التعاون مع بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا بهدف تحقيق رغبة كل الليبيين والوصول للانتخابات.

وقدم باتيلي الشكر للمنفي على تعاونه وعمله رفقة فريقه السياسي مع البعثة خلال فترة عمله رئيساً لها، متمنياً لليبيا التقدم والازدهار والاستقرار. بينما ثمن المنفي دور باتيلي طيلة فترة عمله رئيساً للبعثة، متمنيا له التوفيق والنجاح في مهام جديدة.

وفي سياق متصل، ناقش رئيس حكومة الوحدة الوطنية، عبدالحميد دبيبة، مع باتيلي وخوري، الدور المهم لبعثة الأمم المتحدة في ليبيا، وجهودها الرامية للدفع بالعملية السياسية من أجل إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، وفق قوانين عادلة ونزيهة.

ووفق منصة حكومتنا، قدم رئيس الحكومة الشكر والتقدير لباتيلي على جهوده طيلة فترة رئاسته للبعثة الأممية في ليبيا، متمنيا لستيفاني خوري التوفيق والنجاح في المهام الموكلة لها.

وأمس استقبل القائد العام للجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر في مكتبه بمنطقة الرجمة بمدينة بنغازي، المبعوث الأممي وبرفقته رئيس البعثة للشؤون السياسية.

وناقش اللقاء، آخر التطورات السياسية للأزمة الليبية، والتباحث حول أهمية مواصلة بعثة الأمم المتحدة في ليبيا جهودها الرامية للدفع بالعملية السياسية من أجل إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المتزامنة تحقيقًا لتطلعات الشعب الليبي.

وتقدم حفتر خلال اللقاء بالشكر والتقدير لباتيلي على مساعيه وجهوده طيلة فترة رئاسته للبعثة الأممية فى ليبيا، متمنياً لنائبة رئيس البعثة الجديدة ستيفاني خوري التوفيق والنجاح في مهامها.

وحضر اللقاء رئيس الحكومة المكلفة من مجلس النواب أسامة حماد وآمر عمليات القوات البرية، وآمر اللواء 166 اللواء أيوب بوسيف، وآمر اللواء 165 اللواء باسم البوعيشي، وعدد من المستشارين السياسيين للقيادة العامة، وموظفي البعثة الأممية في ليبيا.

كما التقى أمس، رئيس الأركان العامة لقوات حكومة الوحدة الوطنية، محمد الحداد بحضور نائبة رئيس البعثة الأممية ستيفاني خوري وأعضاء البعثة.

وأشاد المبعوث الأممي بجهود الحداد في حل الخلافات ونزع فتيل التوتر من أجل تحقيق الاستقرار والسلام.

وبحث اللقاء مسيرة عمل باتيلي خلال تسعة عشر شهرا قضاها في ليبيا، والمشكلات التي واجهته وأعاقت حل الأزمة.

والسبت، زار المبعوث الأممي المجلس الأعلى للدولة، تمهيداً لبدء الدبلوماسية الأمريكية مهام رئاسة البعثة بالإنابة، حيث استعرضوا أسباب الأزمة الليبية، والمشاكل التي تؤثر فيها.

وبحسب مجلس الدولة، تباشر خوري خلال الفترة المقبلة مهام رئيس البعثة، حيث ستطرح رؤيتها ومقترحاتها للوصول إلى توافقات تنهي مرحلة الانقسام.

وستتولى خوري ملف الشؤون السياسية في البعثة الأممية وإدارتها بالإنابة بعد وصولها إلى العاصمة طرابلس قادمة من تونس، حيث ستبدأ مهامها بعقد سلسلة من الاجتماعات المكثفة مع مختلف المعنيين من الأطراف السياسية والعسكرية، وإجراء زيارات للفرقاء شرقاً وغرباً بوجه خاص في سياق محاولة إحياء الحوار بين أطراف الأزمة بغية تهيئة الأجواء لإجراء الانتخابات الموعودة.

وجاءت استقالة باتيلي لتكمل سلسلة طويلة من انسحاب المبعوثين الأمميين في ليبيا، بداية من عبدالله الخطيب ثم إيان مارتن، وطارق متري، وبرناردينو ليون، ومارتن كوبلر، وغسان سلامة، ثم ستيفاني وليامز كقائم بالأعمال، وأخيراً السنغالي عبدالله باتيلي، على مدار 13 عاماً من الفشل.