محاولات مستميتة للإبقاء عليه.. “السراج” أمل “أردوغان” الأخير للسيطرة على ثروات ليبيا

0
82

مر أقل من شهر، على إعلان رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية، فائز السراج، استقالته وتنحيه عن منصبه بعدما نزل الآلاف من المواطنين الليبيين للاحتجاج على انتشار الفساد في حكومته وضعفها في أداء وظيفتها ومهاما الأمنية والخدمية، والانقطاع المتكرر للكهرباء والمياه، وعدم وجود حلول لأي أزمة المناطق التي تسيطر عليها.

السراج خلال خطاب إعلانه عن استقالته من منصب رئيس الحكومة، لم يعلن تنحيه عن ذلك المنصب بشكل آني، أي أنه أرجأ تلك الاستقالة إلى شهر أكتوبر الجاري، دون أن يحدد أو يعلن عن أي سبب لذلك، كما أنه لم يعلنها في مؤتمر صحفي، فيترك المجال للإعلام والصحافة لطرح ذلك السؤال، وإنما خرج في خطاب ألقى كلمته واختفى.

ويبدو أن فائز السراج، لم يستطع أن يعلن استقالته بشكل فعلي في لحظتها وقام بتأجيلها لشهر أكتوبر، لأنه لم يتلق تعليمات واضحة من الجانب التركي بما يجب عليه فعله كما اعتاد طوال فترة رئاسته للحكومة إلا أنه كان على صواب، ويعلم جيدا أن حليفه الوحيد، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لم يرض بذلك على الإطلاق.

وفي اجتماع تجاوزت مدته الساعتين، جلس السراج ورجاله أمس الأحد، أمام أردوغان ورجاله في اسطنبول، استمع أردوغان خلال تلك المدة من السراج، عن أسباب إعلان الاستقالة وكواليس ذلك الخطاب الذي أعلن فيه ذلك، بالإضافة إلى وضع حكومة الوفاق في الشارع والسبب وراء حالة الغضب العارمة ضدها، كما استمع السراج إلى التعليمات التي يجب عليه فعلها في الفترة القادمة.

وعلى الرغم من أن السبب وراء الاجتماع كان معروفا وهو منع السراج من تقديم استقالته من منصبه، وإجباره على سحب الاستقالة، إلا أن بيان حكومة الوفاق عن اللقاء، لم يتطرق من الأساس للاستقالة التي أعلن عن السراج في سبتمبر الماضي، بل تحدث عن أمور “مضحكة” كالتعاون الأمني بين تركيا وحكومة الوفاق لمواجهة الإرهاب في ليبيا، وكأن أردوغان لم يرسل أكثر من 27 ألف مرتزق وإرهابي ومتطرف للأراضي الليبية.

السراج وحكومته التي فشلت في تلبية احتياجات المواطنين في طرابلس الغرب الليبي، تعتبر طوق النجاة بالنسبة لأردوغان، بعدما ضاقت الدنيا عليه في شرق البحر المتوسط، ووضعت مصر له الخط الأحمر في سرت والجفرة وقطع الطريق عليه للاستيلاء على القسم الأكبر من ثروات ليبيا، وهي الجهة التي يرى أنها قد تمنحه شرعية دخول ليبيا والسيطرة على مشروعات تقدر قيمتها بالمليارات لتعويض خسائره الفادحة اقتصاديا وعسكريا.

اجتماع السراج وأردوغان كان له فوائد عدة للجانب التركي، فبعد الاحراج الدولي الذي تعرض له أردوغان في ليبيا وإرسال آلاف المرتزقة والمتطرفين للقتال في صفوف ميليشيات حكومة الوفاق، أراد أن يستفيد بذلك العدد الضخم في حربه غير المباشرة في أرمينيا ودعم أذربيجان بجحافل من المرتزقة لمساعدتهم ضد الجيش الأرميني.

ويبدو أن اللقاء تطرق إلى سحب المرتزقة من الأراضي الليبية بشكل متتابع وغير مباشر، بالتزامن مع الحديث عن اتفاق سياسي يلزم معسكر الوفاق بطرد المرتزقة خارج البلاد، والاستفادة منهم في جبهة أخرى يسعى أردوغان لتأمينها، لضمان السيطرة على ” ناغورنو كاراباخ” والتي سيكون لها مكانة أخرى كأحد خطوط سير أنابيب الغاز التي تمر من البحر المتوسط إلى أوروبا بعد تسيلها في معامل التكرير المصرية.