جهود أفريقية لرأب الصدع الليبي.. هل تنجح؟

0
550
ليبيا
ليبيا

تبذل اللجنة رفيعة المستوى للاتحاد الأفريقي بشأن ليبيا جهود كبيرة لرأب الصدع الليبي وإتمام عملية المصالحة الوطنية في ليبيا وانهاء الانقسام وعودة السلام والاستقرار إلى أراضيها.

وفي هذا الإطار يسعى الرئيس الكونغولي دينيس ساسو نغيسو بصفته رئيس اللجنة رفيعة المستوى للاتحاد الأفريقي بشأن ليبيا إلى عقد قمة أفريقية بخصوص الملف الليبي أوائل فبراير المقبل، وذلك في إطار التمهيد لمؤتمر المصالحة الوطنية الذي ستحتضنه مدينة سرت في أبريل المقبل.

ومن المنتظر عقد القمة في العاصمة برازافيل بحضور قادة دول الجوار الليبي أو من يمثلونهم ووفود عدد من الدول المؤثرة في الأوضاع داخل ليبيا، بالإضافة إلى عدد من الفاعلين الليبيين ومن بينهم رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي ورئيس حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد دبيبة، ورئيس مجلس النواب عقيلة صالح.

وأرسل رئيس الكونغو عدة رسائل خلال الأيام القليلة الماضية إلى رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي، سلمها وزير الخارجية والفرنكوفونية الكونغولي، جان كلود جاكوسو، وإلى رئيس حكومة الوحدة عبد الحميد دبيبة، تسلمها نيابة عنه المكلف بتسيير أعمال وزارة الخارجية والتعاون الدولي الطاهر الباعور.

كما أرسل رئيس جمهورية الكونغو رسالة لرئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح، سلمها له عضو اللجنة التحضيرية للمؤتمر الجامع للمصالحة الوطنية بوبكر عيسى، بشأن المصالحة الوطنية والمؤتمر المزمع عقده بالخصوص خلال الفترة القريبة القادمة.

وأرسل أيضاً رسالة خطية للرئيس التونسي قيس سعيد، تتضمن دعوته لزيارة ‏برازافيل في الخامس من شهر فبراير القادم للتشاور حول الملف الليبي، حيث قام بتسليم الرسالة وزير الخارجية والفرنكوفونية الكونغولي جان كلود جاكوسو.‏

وشارك وزير الخارجية الكونغولي جان كلود جاكوسو، مؤخراً في أعمال الاجتماع العادي الرابع للجنة التحضيرية، للمؤتمر الجامع للمصالحة الوطنية الذي عقد بمدينة زوارة برئاسة النائب بالمجلس الرئاسي الليبي عبدالله اللافي، مسؤول ملف المصالحة بالمجلس الرئاسي وبحضور المبعوث الأممي عبدالله باتيلي، ومستشار الاتحاد الأفريقي للمصالحة، محمد حسن اللبات، وعضوي مجلس النواب، عبدالمنعم بالكور، وهناء أبوديب، وأعضاء اللجنة التحضيرية، الممثلين عن جميع الأطراف الرئيسية، المشاركة في العملية السياسية.

وعقب اندلاع أحداث فبراير في ليبيا عام 2011، تبنى الاتحاد الأفريقي بعض التحركات للعمل على استعادة الاستقرار في ليبيا، وقرر إنشاء لجنة مخصصة رفيعة المستوى بشأن ليبيا تضم خمسة من رؤساء الدول والحكومات (هي: مالي، موريتانيا، جمهورية الكونغو، جنوب أفريقيا، وأوغندا)إلى جانب رئيس مفوضية الاتحاد.

وتتولى اللجنة ثلاث مهام أساسية، وهي: 1- التعامل مع جميع الأطراف في ليبيا وإجراء تقييم مستمر لتطور الموقف على الصعيد الميداني. 2- تسهيل حوار شامل بين الأطراف الليبية حول الإصلاحات الملائمة. 3- إشراك شركاء الاتحاد الأفريقي، وعلى الأخص جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، لتيسير تنسيق الجهود والتماس دعمهم للتبكير بتسوية الأزمة.

وتعاني ليبيا الآن من أزمة سياسية طاحنة ووجود حكومتين في البلاد، وخلافات بين جميع الأطراف حول الانتخابات الرئاسية بعد فشل إجرائها في ديسمبر 2021.

ورغم الجهود الخارجية التي بذلت من أجل حل الخلافات في ليبيا وإجراء انتخابات رئاسية طوال العقد الماضي، منها مؤتمري برلين 1 و2 ومبادرة القاهرة، إلا أن الخلافات لازالت قائمة.

وينظر المجتمع الدولي باهتمام كبير لما سينتج عن جهود الاتحاد الأفريقي عبر لجنته الخاصة لتحقيق المصالحة في ليبيا والتي أصبحت شرطا لتجاوز الأزمة السياسية في البلاد.