في عيد “تحرير ليبيا” الـ 12.. هل حققت فبراير أهدافها؟

0
1241
معمر القذافي
معمر القذافي

يحتفل الليبيون في الـ23 من أكتوبر بـ”عيد التحرير”، الذي يأتي بعد 3 أيام من ذكرى مقتل العقيد الليبي معمر القذافي، احتفاء بتخلص البلاد من هذا النظام ورأسه، لكن تظل تساؤلات تطرح في كل احتفال حول ما الذي تغير في البلاد، وهل تحررت ليبيا بالفعل؟.

ومنذ 12 عاماً أعلن رئيس المجلس الانتقالي سابقا، مصطفى عبدالجليل، من مدينة بنغازي، في مثل هذا اليوم عام 2011 تحرير كافة التراب الليبي، وذلك بعد ثلاثة أيام من تحرير مدينة “سرت”، ومقتل “القذافي” على أيدي الثوار بمساندة حلف “الناتو”.

وثار الليبيون خلال أحداث الربيع العربي عام 2011 مثل باقي الدول العربية بزعم قيام دولة مدنية والقضاء على الديكتاتورية، وحلموا ببناء دولة مدنية مبنية على الديمقراطية، لكنهم دخلوا في نفق مظلم لم يخرجوا منه الآن.

فبعد سقوط نظام القذافي انتشرت الميليشيات في كل أنحاء ليبيا واحتلت الجماعات المتطرفة مدن ليبيا في مقدمتهم تنظمي داعش والقاعدة.

وثار الليبيون في فبراير 2011 للقضاء على الفساد ومحاربته وتطوير التعليم وغيرها من الملفات، لكن حال بلادهم أصبح أسوء مما كان عليه، وصارت القطاعات في انهيار مستمر والفساد مستشري في كل المؤسسات.

وعلى الرغم من انتفاضة الجيش الوطني الليبي في عملية الكرامة عام 2014 وتمكنه من تطهير شرق وجنوب البلاد من الجماعات المتطرفة وإعادة الاستقرار لازال غرب ليبيا حتى الآن يقع تحت سيطرة الميليشيات التي تغولت وازدادت قوتها بفضل دعم الحكومات المتعاقبة الموالية لجماعة الإخوان التي قدمت دعماً سخياً لها.

وبدلاً من التحرير أصبح غرب محتل من القوات الأجنبية، فمنذ أن وقعت حكومة الوفاق السابقة الاتفاقية الأمنية المشبوهة مع تركيا في أواخر عام 2019 تدخلت تركيا عسكرياً وتسيطر حتى الآن على القواعد العسكرية في غرب البلاد.

إلى جانب المرتزقة السوريين الذين جلبتهم تركيا إلى الأراضي الليبية للقتال ضد الجيش الليبي والذين يتواجد منهم حتى الآن أكثر من 6 آلاف مقاتل في طرابلس ويحصلون على مرتبات شهرية بالدولار في حين يعاني الليبيين من أجل قوت يومهم.

وتعاني البلاد الآن من الانقسام السياسي بين الشرق والغرب بسبب الحكومتين المتنافسين برئاسة عبد الحميد دبيبة في الغرب وبرئاسة أسامة حماد في الشرق، ولازالت تجرى مفاوضات برعاية الأمم المتحدة من أجل إجراء الانتخابات واختيار حكومة موحدة ورئيس للبلاد.

ويرى مراقبون أن ليبيا لم تحرر بعد أحداث عام 2011 بل أصبحت رهينة للميليشيات في غرب ليبيا وللتدخلات الخارجية، وأن أوضاعها إبان نظام القذافي كانت أفضل بكثير وتحتفظ بسادتها على كامل أراضيها كما كان أوضاعها الاقتصادية أفضل من الآن.