“الكوني” يناقش في بروكسل تعاون ليبيا والاتحاد الأوروبي لمواجهة الهجرة والإرهاب

0
581

وصل النائب بالمجلس الرئاسي الليبي موسى الكوني، اليوم الاثنين، إلى عاصمة الاتحاد الأوروبي بروكسل على رأس وفد رفيع المستوى لمناقشة آليات الشراكة مع الاتحاد الأوروبي لمواجهة الهجرة غير الشرعية والإرهاب والجرائم العابرة للحدود.

وأوضح المكتب الرئاسي إن الكوني، سيناقش حزمة من الأوليات المتعلقة برسم خارطة الطريق للشراكة مع الاتحاد الأوروبي للتصدي لأهم الاشكاليات التي تؤسس لقلق مشترك بين ليبيا والاتحاد الأوروبي، وعلى رأسها إشكالية تدفق الهجرة غير الشرعية وتداعيات ذلك على الأمن والاقتصاد الليبي، واشكاليات الإرهاب والجرائم العابرة للحدود وتداعيات ذلك على ليبيا وعلى الاتحاد الأوروبي الشريك الأقرب، والأهم في هذا الصدد.

وذكر المكتب الإعلامي أن الكوني، باشر جدول اجتماعاته ذات الأهمية النوعية بجلسة عمل مع مفوض الهجرة والشؤون الداخلية بالاتحاد الأوروبي، ايفا جوهانسن، التي اعتبرت هذا اللقاء نقطة تحول نوعية في سياق مناقشة اشكاليات الهجرة وتداعياتها على ليبيا وعلى الاتحاد الأوروبي، وفق الصراحة النوعية التي تميز بها النقاش مع الكوني.

و شدد الكوني، بأنه قد كان الوقت لأوروبا لأن تترجم التعاون إلى أفعال افعال واضحة على الارض، وأن يتم بلورة شراكة واضحة المعالم وفي مدة زمنية محددة لمساعدة ليبيا على حماية حدودها الجنوبية، حيث لا يجب الانتظار لأن يصل المهاجر للبحر حتى يتم إرجاعه لمراكز الإيواء في انتظار ترحيله مرة أخرى لوطنه الأم.

واعتبر أن معالجة إشكاليات الهجرة من جذورها بالاهتمام بتوفير سوق العمل والتنمية المستدامة في البلدان الأم، يشكل الخطوة الأولى والأهم للتصدي للهجرة غير الشرعية، لأن ما يدفع المهاجر لترك وطنه هو الحاجة للبحث عن حياة أفضل، ومساعدة ليبيا في تنفيذ مشاريع التنمية في مناطق الجنوب والاهتمام بتحسين الأوضاع لسكان هذه المناطق، سيكون له أثره المهم للحد من تدفق الهجرة.

وأكد الكوني، أن تداعيات ما يجري في دول الجوار ستدفع ليبيا ثمنه الأكبر، حيث سيترك الأهالي أوطانهم في ظل القلاقل التي تعصف بهم، إلى المكان الأقرب، وحيث فرص العمل.

وأشار إلى أن القرار الذي صدر في النيجر بخصوص إلغاء قانون مكافحة الهجرة غير الشرعية سيخلق تداعيات كبيرة جداً على ليبيا، وعلى الجنوب الليبي بالذات، بكل ما يمثله ذلك من تهديد لتسرب بعض المجرمين أو أفراد التشكيلات الإرهابية،

وقال إن أوروبا الآن أمام خيار أن تساعد ليبيا دون تأخير، للتصدي لكل ذلك، أو أن تترك ليبيا وحدها وحتى يخرج الوضع عن السيطرة.

واعتبر الكوني، أن أفضل آلية للتعاون المشترك أن تتم الاتفاقيات والشراكات المستقبلية مباشرة بين الدولة الليبية والاتحاد الأوروبي، دون الحاجة للمرور بوسيط ثالث، حيث أثبتت التجربة فشل ذلك.

واعتبر الكوني أن تهديد المرتزقة وخاصة فاغنر يشكل خطراً ليس فقط على ليبيا بل على منطقة الصحراء الكبرى، والتي وأن بدت كدول عدة إلا أنها فضاء استراتيجي وإنساني واقتصادي واحد، ما يمس أي جزء منه يترك آثاره على كامل المنطقة.

وانتقد الكوني صمت الاتحاد الأوروبي أمام ما يتعرض له سكان شمال مالي من ترويع وتصفيات على يد جماعات فاغنر وقوات نظام باماكو، ودون أن يتم انتقاد ذلك أو تجريم ما يحدث والذي يكاد يرتقي لمستوى الابادة، من طرف الاتحاد الأوروبي.

وشدد أنه يستغرب مثل هذا الصمت أمام فداحة ما يحدث في شمال مالي سيكون له تداعيات على ليبيا أنه قد سبب وسيسبب في هجرة أعداد كبيرة من سكان المنطقة نحو الجزائر وليبيا، وهذا يعني المزيد من التداعيات على ليبيا وخاصة الجنوب.

واختتم الكوني حديثه مع مفوض الهجرة والشؤون الداخلية ايفا جوهانسن، وهي بمثابة وزيرة الداخلية للاتحاد الأوروبي، بأن التعاون المشترك المباشر، وتكوين فرق عمل مشتركة تتتابع ما نصل إليه من اتفاقيات أو برامج مستقبلية سيشكل الخطوة الأهم في سياق ما نسعى إليه من تعاون باتجاه خلق أرضية صلبة للاستقرار والأمن في ليبيا وفي الحوض المتوسط.

ووافقت المفوض لشؤون الهجرة والشؤون الداخلية على هذه المقترحات العملية مشددة على أن الحوار المستمر والتعاون المشترك سيكون الباب الأهم لرسم خارطة الطريق باتجاه التعاون المشترك بين الاتحاد الأوروبي ودولة ليبيا.