شهدت قضية أعضاء هيئة التدريس الجامعي في ليبيا تطورات خطيرة بعد ما تم اختطاف النقيب العام لأعضاء هيئة التدريس عبدالفتاح السائح، من مقر النقابة في طرابلس، على يد مسلحين مجهولين.
وجاءت واقعة الاختطاف بعد ساعات من نفي نقابة أعضاء هيئة التدريس التوصل إلى اتفاق نهائي مع حكومة الوحدة لتنفيذ مطالبهم، مؤكدة أن الاعتصام مازال ساري حتى يتم تنفيذ المطالب.
وكان أعضاء هيئة التدريس الجامعي في ليبيا أعلنوا في سبتمبر الماضي عن الدخول في اعتصام مفتوح احتجاجا على تعنت الحكومة في تنفيذ مطالبهم المشروعة، في مقدمتها تعديل رواتبهم المتدنية للغاية، مما تسبب تعطل الدراسة في جميع الجامعات الليبية.
وعقد رئيس حكومة الوحدة الليبية عبد الحميد دبيبة أمس الأول الثلاثاء، اجتماع موسع لمناقشة أسباب اعتصام أعضاء هيئة التدريس بالجامعات والمعاهد العليا، بمشاركة وزيري التعليم العالي والبحث العلمي عمران القيب، والتعليم التقني الفني، يخلف السيفاو، بحضور رئيس النقابة وعدد من أعضائها، وعدد من مديري الإدارات بوزارة المالية، ومدير إدارة الرقابة على القطاع الخدمي بهيئة الرقابة الإدارية، ومدير عام جهاز تنمية وتطوير المراكز الإدارية.
وقالت النقابة إنها توصلت إلى اتفاقات مهمة خلال لقاء أخير دبيبة، وحكومته إلا أن بعض القضايا الأساسية لازالت عالقة وأهمها الشروع في التنفيذ اعتباراً من شهر نوفمبر الجاري، وصرف العبء الدراسي الإضافي لأعضاء هيئة التدريس إلى حين إعداد المنظومة الإلكترونية.
كما تطالب النقابة أيضاً بالالتزام بتعديل مرتبات المعيدين دون حرمانهم من حقوقهم في الإيفاد وتغيير صفتهم إلى أعضاء هيئة تدريس بعد حصولهم على الدرجة العلمية والذين التزمت النقابة بعدم التخلي عنهم مهما كانت الأسباب.
ونظم أعضاء هيئة التدريس في العديد من الجامعات الليبية وقفات احتجاجية استنكروا فيها اختطاف نقيبهم عبدالفتاح السائح، وطالبوا بالإفراج الفوري عنه، وفتح تحقيق في الواقعة.
وفي وقت قالت النقابة العامة لأعضاء هيئة التدريس الجامعي عبر حسابها بموقع فيسبوك إنه تم اختطاف مجموعة من أعضائها من بينهم عضو هيئة تدريس من مدينة بني وليد.
وبعد واقعات الاختطاف أصدر رئيس حكومة الوحدة عبد الحميد دبيبة، مساء اليوم تعليمات لوزيري التعليم العالي والبحث العلمي، والتعليم التقني والفني، بالتنسيق مع وزارة المالية بتسوية أوضاع المعيدين بالجامعات وصرف مرتباتهم وفق جدول المرتبات الموحد، وإصدار التعليمات للجامعات والمعاهد العليا بالتنفيذ مباشرة من خلال النافذة المالية المفتوحة لهم من طرف وزارة المالية تسهيلاً للإجراءات.
ويرى مراقبون أن اختطاف النقيب العام لأعضاء هيئة التدريس عبدالفتاح السائح، وعدد من الأعضاء، سيتسبب في تدهور الأوضاع وازدياد تعطل الدراسة في الجامعات، كما أنه ينم عن حالة الفوضى التي تعيش فيها العاصمة طرابلس ومدن غرب ليبيا.
