مجموعات مسلحة شكلها دبيبة بصلاحيات واسعة.. خوفاً من الإطاحة أم لضبط الأمن؟

0
722
دبيبة والميليشيات
دبيبة والميليشيات

اشتباكات متكررة يشهدها الغرب الليبي بين الحين والآخر، تكشف عن حجم الخلل في المنظومة الأمنية التي يدّعى رئيس حكومة الوحدة السيطرة عليها. 

آخر هذه الاشتباكات، شهدتها مدينة غريان، بين قوتثن مسلحتين تابعتين لحكومة الوحدة، وبدلاً من حلهما، قرر رئيس الحكومة، عبد الحميد دبيبة، تشكيل غرفة أمنية وعسكرية مشتركة بهدف “ردع المجموعات المعتدية في مدينة غريان”.

وزعم دبيبة أن القرار يهدف لتشكيل الغرفة المشتركة للدفاع عن المنطقة الغربية والجنوب الغربي، وهي تضم 7 ألوية، و 8 كتائب، و12 جهازاً أمنياً وعسكرياً، يرأسها عبد السلام الزوبي بمعاونة ضابط من اللواء 444 ومن الأمن العام، ومندوب عن كل وحدة مكلفة، ومهام الغرفة ستكون دحر المجموعات المسلحة المعتدية في غريان، والتعامل معها بالقوة، إذا لزم الأمر، وتأمين المدينة ومحيطها. 

الغرفة الأمنية الجديدة، تأتي ضمن سلسلة غرف أخرى شكلها دبيبة بمعدلات زمنية متقاربة، لتوطيد سيطرته على المدن الغربية بدلاً من حصر السلاح في يد الدولة وتعزيز قوات الشرطة. 

وفي 2 سبتمبر الماضي، أصدر رئيس حكومة الوحدة، تعليماته بإنشاء غرفة أمنية، لتوحيد الجهود داخل بلدية مصراتة، وتعميم النموذج على سائر البلديات مستقبلاً، بدعوى أن الحكومة تولي اهتماما كبيرا لبسط الأمن داخل بلدية مصراتة، والبلديات كافة. 

وزعم دبيبة أن ذلك لترتيب الجهود والتنسيق بين الأجهزة الأمنية، لتفادي وقوع أي خروقات أمنية، واعتماد خطة مشتركة بين الأجهزة الأمنية من أجل تطبيقها على نطاق البلدية.

وفي يوليو أصدر دبيبة قراراً بتشكيل غرفة عمليات برئاسة آمر المنطقة العسكرية الساحل الغربي، اللواء صلاح النمروش، تتولى مهمة التسنيق بين الوحدات العسكرية في المنطقة الغربية، تضم مدير عام جهاز الطيران الإلكتروني نائبا لرئيس الغرفة، وعضوية كل من آمر (اللواء 111)، وآمر (اللواء 444)، ورئيس جهاز حرس الحدود التابع لوزارة الداخلية العقيد محمد الشيباني المرحاني، والرائد محمد عصام الغراري، والملازم علاء أحمد محمد بن رمضان. 

وقرر دبيبة، في يونيو الماضي، إنشاء جهاز باسم الجهاز الوطني للقوى المساندة يضم تشكيلات وكتائب ثوار 17 فبراير لإعادة تنظيمها، يتبع لرئاسة الوزراء له مباشرة، وتمتعه بالشخصية الاعتبارية والذمة المالية المستقلة، وأن يكون مقره في العاصمة طرابلس، ويكون له فروع في مختلف المدن باقتراح من رئيس الجهاز وقرار من مجلس الوزراء. 

وفي أبريل، قرر رئيس حكومة الوحدة بتشكيل قوة مسلحة جديدة تحت اسم “التدخل والسيطرة”، تتمتع بصلاحيات مُطلقة وأوكل إليها مهمة حماية السفارات والبعثات الدبلوماسية والانتخابات. 

ومنح القرار للقوة استخدام وامتلاك كافة الوسائل الفنية والأسلحة التي تُمكنها من تنفيذ مهامها، وزكل إليها تنفيذ التشريعات واللوائح والقرارات والسياسات الأمنية للدولة.

وستقوم القوة برصد ومتابعة ما أسمته بـ”الأنشطة المعادية والمشبوهة” التي تُعرض الكيان السياسي الإداري للمؤسسات العامة للخطر، وتشارك في أمن الوزارات والجهات السيادية والمطارات والموانئ والمنافذ البرية والبحرية والجوية. 

وفي الجفارة، وبتاريخ 29 نوفمبر 2022، قرر دبيبة إنشاء كتيبة عسكرية تحت مسمى كتيبة 55 مشاة، برئاسة عقيد عادل الطاهر مفتاح كريم آمرا للكتيبة وأن يكون مقرها ببلدية العزيزية.

وسبق وشكل دبيبة كتيبة 122 مشاة تتبع لرئاسة الأركان العامة، في مدينة غريان في يونيو 2022، وهو الأمر الذي أثار حالة استهجان كبيرة بين الليبيين. 

ولم تفلح كافة هذه التشكيلات المسلحة في ضبط الحالة الأمنية التي ادعى دبيبة تأسيسها لهذا السبب من البداية، ليبقى السؤال: لماذا تم تشكيل كل هذه المجموعات المسلحة.