إعصار درنة يدفع الجميع للتحرك في جنوب ليبيا: على أمل ألا تتكرر الكارثة

0
422

يبدو أن السلطات الليبية، كانت تنتظر حدوث كارثة لتعلم إدارة الأزمات والتحرك مبكراً لتخفيف الخسائر، وهو ما ظهر في تحركها لمجابهة سيول المنطقة الجنوبية التي حذر منها المركز الوطني مبكراً.

فمنذ مساء السبت، هطلت الأمطار بغزارة على مناطق “غات وجوارها، والجفرة، والهون والفقهاء، والهروج، وسبها وجوارها، وبراك الشاطئ، ومرزق، والقطرون”؛ ما تسبب في سيول بالأماكن المنخفضة.

وحذّر المركز الوطني للأرصاد الجوية في تنبيهه، يوم الأحد، من استمرار هطول الأمطار بنسبة جيدة على تلك المناطق اليوم وغدا الأحد، مشيرا إلى أن الموجة تؤثر على الساحل الشرقي أيضا، لكن بدرجة أقل.

ومبكراً أخلت السلطات الليبية 80 عائلة في مدينة غات جنوب غرب البلاد، قرب الحدود مع الجزائر، بعد هطول أمطار غزيرة أدت إلى جريان المياه عبر الأودية، في منطقة سوكنة غرب الهون، إضافة إلى جريان المياه بوادي إمبارك القريب من جبل الحساونة في منطقة براك الشاطئ، كما جرى السيل في وادي تمسة، وهي قرية في جنوب شرق البلاد، بينما تلقى مركز الأرصاد تأكيدات بتجمع للمياه في وادى إيسين بغات.

ومبكراً تحركت الجهات الحكومية ووجهت بإعلان حالة الطوارئ القصوى في كافة المرافق، وعلى الفور تحركت هيئة السلامة الوطنية، وشركتا المياه والصرف الصحي والكهرباء، ومديرية أمن غات، وجمعية الهلال الأحمر وهيئة الإسعاف والطوارئ والمجلس البلدي.

أعلن جهاز الإسعاف والطوارئ حالة الطوارئ القصوى بكل فروعه في المنطقة الجنوبية، بهدف دعم فروعه في بلديات غات والبركت وتهالة والعوينات وإسين وفيوت، وتقديم كل الخدمات العاجلة في الإسعاف والإخلاء إن تطلب الأمر.

وحتى الآن تشير الأرقام الرسمية إلى عدم وجود حالات وفاة بين المواطنين، مع وجود بعض الخسائر المادية، حيث أدّت السيول إلى انهيار 4 منازل في محلة المشروع التابعة لبلدية أوباري، و3 مدارس.

وأعلنت مراقبة التربية والتعليم في بلدية أوباري بالمنطقة الجنوبية، تعليق الدراسة اليوم، الإثنين، في 3 مدارس بمنطقة المشروع، بسبب هطول أمطار غزيرة وذلك لحين تقييم الأضرار بالمدارس المذكورة.

واستقبل مستشفى أوباري العام امرأة وابنها مصابيْن جراء سقوط أحد تلك المنازل في المنطقة الواقعة جنوب أوباري، وأكد الناطق باسم جهاز الإسعاف أسامة علي، إصابة أحد سائقي سيارات الجهاز خلال توجّهه إلى مكان الانهيارات.

كما أعلنت الشركة العامة للكهرباء انقطاع التيار في مناطق ببلدية أوباري نتيجة التقلبات الجوية، مشيرة إلى أن المياه اقتحمت عددا من محطات توزيع الكهرباء جهد “66/220 ك.ف” هناك.

وحذرت حكومتا “الوحدة” و”المكلفة” جميع المواطنين في البلدية، خصوصا محلة المشروع، من الاقتراب من مجرى الوادي القريب، الذي تجمّعت فيه مياه الأمطار الغزيرة.

ودعا نائب رئيس الحكومة المكلفة من البرلمان سالم الزادمة، الأهالي إلى أخذ الحيطة والحذر وعدم التجول في المدينة، كما كلّف مديرية أمن أوباري باتخاذ كل الوسائل لإخلاء البيوت الواقعة بمجرى سيلان الأودية، داعيا الشركة العامة للكهرباء إلى توجيه فرقها إلى أوباري للتعامل مع الأعطال الفنية التي تسببت فيها الأمطار واستعادة الخدمة مجددا، وفصل التيار عن الأسلاك المكشوفة حفاظا على أرواح المواطنين.

وتعرّضت المدينة إلى سيول قوية في 3 يونيو 2019، وحينها اجتاحتها المياه وغمرتها بشكل شبه كامل؛ ما تسبب في مقتل 4 أشخاص ونزوح المئات، ودمار العديد من المنازل.
والشهر الماضي، أعلن الناطق باسم الجيش الوطني الليبي، اللواء أحمد المسماري، عن ارتفاع عدد ضحايا كارثة الإعصار دانيال في المدينة إلى 4168 ضحية.

وخلفت الفيضانات والسيول التي اجتاحت مدينة درنة ومناطق الجبل الأخضر في العاشر من سبتمبر الماضي، إثر العاصفة دانيال، خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات، بينما لا تزال عمليات حصر الخسائر وانتشال جثامين الضحايا مستمرة.

وبلغت أعداد النازحين جراء الفيضانات المدمرة التي اجتاحت مناطق شرق ليبيا بأكثر من 40 ألف شخص، من بينهم 30 ألفًا من مدينة درنة وحدها، وفق مفوضية الأمم المتحدة السامية لشئون اللاجئين.