ليبيا.. ماذا حدث في ليلة سقوط “المنقوش”؟

0
299

يوم عصيب مرت به ليبيا، بدأ أمس الأحد، بعدما نقلت عدد من المواقع الليبية عن وسائل إعلام إسرائيلية، خبرا حول لقاء سري جمع بين وزيرة الخارجية بحكومة الوحدة الوطنية، نجلاء المنقوش، ونظيرها الإسرائيلي، إيلي كوهين، في روما.

مرت ساعة على الخبر المتداول والمنقول عن وسائل إعلام مختلفة في إسرائيل، حتى أصدر وزير الخارجية الإسرائيلي نفسه بيانا كشف فيه عن تفاصيل اللقاء الذي جمعه بالمنقوش، مؤكدا أنهما ناقشا التعاون المشترك في العديد من المجالات بين البلدين.

وعقب التأكد من الخبر، علق رئيس مجلس الدولة الاستشاري السابق في ليبيا، خالد المشري، على اللقاء، وقال إن حكومة الوحدة تخطت كل الخطوط الممنوعة والمحظورة وأصبح من الواجب إسقاطها.

وأضاف المشري عبر صفحته على “فيسبوك”: “مع تواتر الأنباء التي تفيد بلقاء وزيرة الخارجية لحكومة الوحدة الوطنية مع وزير خارجية دولة الاحتلال، ومع وجود معلومات تشير إلى وجود لقاءات سابقة من قبل مسؤولين في هذه الحكومة وزياراتهم للأراضي الفلسطينية المحتلة، وبذلك تكون هذه الحكومة قد تجاوزت كل الخطوط الممنوعة والمحظورة الدينية والوطنية والقانونية، وأصبح من الواجب إسقاطها”.

فيما قال الدكتور خليفة الداغري، عضو مجلس النواب الليبي: “يؤسفني ما وصلت إلية حالة الهرولة إلى العدو الصهيوني وأخرها اللقاء بين السيدة المنقوش ووزير خارجية الكيان الصهيوني المغتصب لأرض فلسطين بإيطاليا، والذي يمارس كافة انواع التنكيل والقتل وضم الأراضي وانتهاك حرمة المسجد الأقصى و حرية ممارسة المعتقدات الدينية و حقوق الانسان ولكافة القرارات الدولية وقرارات الجامعة العربية”.

وأضاف: “ندين وبشدة ماقامت به السيدة المنقوش، والوفد المرافق لها لا يعبر عن موقف الشعب الليبي الثابت من القضية الفلسطينية ولقوانين المقاطعة والتطبيع مع المحتل الصهيوني وأنا كلي ثقة من استهجان وإدانة كافة أحرار الوطن لهذا التصرف الذي يعرضها للمسآلة القانونية طبقا للقانون وهذا لا ينطبق على السيدة المنقوش فحسب بل على كافة من يتعامل مع المحتل بطريقة او غير مباشرة”.

فيما استنكر رئيس حزب البركة الليبي، عبد الرحمن حمد صالح، لقاء وزيرة الخارجية بنظيرها الإسرائيلي، مؤكدا رفضه جملة وتفصيلا.

وطالب رئيس الحزب، رئيس حكومة الوحدة الوطنية بضرورة إصدار بيان عاجل لإيضاح الأمر، مؤكدا أن الحكومة تجاوزت جميع الخطوط الممنوعة وتنحت عن الهدف الذي جاءت في الأساس من أجله.

بينما وصفت جبهة النضال الوطني الليبي، ذلك اللقاء بين المنقوش ووزير خارجية إسرائيل بـ”اتصالات مشبوهة”.

وقالت الجبهة في بيان لها: “تابعت جبهة النضال الوطني الليبية الأخبار المعلنة وغير المعلنة التي تتحدث عن اجتماعات واتصالات سرية وعلنية مع وزيرة الخارجية للحكومة المنتهية الولاية في طرابلس”.

وأضافت الجبهة في بيانها: “تؤكد الجبهة بأنها تدين هذه الاتصالات المشبوهة وغير المبررة مع عصابات احتلت جزء غالي من الأمة وأرض من سوريا ولبنان وتنكل كل صبح بأهلنا في فلسطين، وترفض قرارات مجلس الأمن والأمم المتحدة وتصنع أسلحة الدمار والصواريخ والتفرقة العنصرية ويحمل علمها صورة النيل والفرات كجزء من وجودها وتطبع على الشيكل العملة الصهيونية صورة حدودها من الفرات إلى النيل كحلم نهائي للدولة المسخ ودفعت الأمة خيرة شبابها للتصدي لهذه البلطجة والاستكبار الأمريكى المساند لها”.

وتابعت: “ورفضا للاستسلام المهين ولذا فإن هذه الخطوة هي إهانة لجماهير شعبنا وإستخفاف به وما ينبغي أن يمر دون موقف، وندعو جماهير شعبنا الحر الآبي للخروج في كافة ربوع الوطن يوم الجمعة الموافق 1 سبتمبر بعد صلاة الجمعة للتعبير عن موقف يليق بشعبنا ويوقف هذه المهزلة المخجلة.. ولن يمروا”.

كما أصدرت لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الليبي، بيانا عاجلا استنكرت فيه عقد وزيرة خارجية حكومة الوحدة نجلاء المنقوش لقاء مع وزير الخارجية الإسرائيلي.

كما أصدر مجلس النواب الليبي، بيانا دعا فيه أعضاءه لجلسة طارئة لمناقشة لقاء وزيرة خارجية حكومة الوحدة مع نظيرها الإسرائيلي.

وزادت وتيرة الغضب في عدد من المدن الليبية بعد الإعلان عن تفاصيل اللقاء، حيث أعلن الشعب الليبي رفضه للقاء، وتجمع الآلاف في شوارع عدد من المدن، لإعلان رفضهم حيث عبر عدد من أهالي بني وليد عن رفضهم لهذا اللقاء بحرق العلم الإسرائيلي في إحدى ساحات المدينة. 

كما تم إغلاق طريق 20 رمضان 11 يونيو سابقا من قبل شباب سوق الجمعة اعتراضا على هذا اللقاء. 

بينما قام عدد من شباب تاجوراء بإشعال الإطارات وإغلاق الطريق بجزيرة اسبان احتجاجا على اللقاء وتقارب حكومة الوحدة مع إسرائيل.

كما عبر عدد من أهالي مدينة الزاوية عن احتجاجهم ورفضهم بإشعال الإطارات في الطرق .كما قام عدد كبير من الشباب بإغلاق الشارة الضوئية البيفي في طرابلس.

وفي محاولة لتدارك الأمر، قرر رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد دبيبة، أمس الأحد، إيقاف وزيرة الخارجية نجلاء المنقوش عن العمل احتياطيها وإحالتها إلى التحقيق، حيث جاء القرار رقم (368) لسنة 2023، على خلفية اللقاء.

وردا على قرار الإيقاف والإحالة للتحقيق، زعمت وزارة الخارجية، أن لقاء الوزيرة نجلاء المنقوش مع وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين في روما هو لقاء عارض غير رسمي وغير معد مسبقا، أثناء لقاء مع وزير الخارجية الإيطالي. 

وقالت الوزارة في بيان، الأحد، إن اللقاء لم يتضمن أي مباحثات أو اتفاقات أو مشاورات بل أكدت فيه الوزيرة ثوابت ليبيا تجاه القضية الفلسطينية بشكلٍ جَليْ و غير قابل للتأويل واللبس.

ونفى البيان جملة وتفصيلا ما ورد من استغلال من قبل الصحافة العبرية والدولية ومحاولتهم إعطاء الحادثة طابع اللقاء أو المحادثات أو حتى الترتيب أو مجرد التفكير في عقد مثل هكذا لقاءات.

وادعت الخارجية أن المنقوش رفضت عقد أي لقاءات مع أي طرفٍ ممثلٍ للكيان الإسرائيلي ومازالت ثابتة على ذلك الموقف بشكل قاطع، ووفقا لنهج حكومة الوحدة الوطنية الليبية، والمواقف الراسخة في وجدان الشعب الليبي. 

وجددت وزارة الخارجية رفضها التام والمطلق للتطبيع مع الكيان الصهيوني وموقفها ثابت تجاه القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني الشقيق. 

وأكدت التزامها الكامل بالثوابت الوطنية تجاه قضايا الأمتين العربية والإسلامية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، مشددة على تمسكها بالقدس عاصمة أبدية لفلسطين، وهذا موقف راسخ لا تراجع عنه.

فيما أفادت تقارير صحفية، اليوم الإثنين، هروب وزيرة الخارجية بحكومة الوحدة الوطنية، نجلاء المنقوش، خارج الأراضي الليبية، بعد المظاهرات العارمة التي شهدتها عدة مدن ليبية مساء الأحد.

وقالت التقارير، إن المنقوش غادرت على متن طائرة خاصة نوع فالكون تابعة لحكومة الوحدة الوطنية إلى مدينة إسطنبول التركية.

وأعلن جهاز الأمن الداخلي إدراج اسم وزيرة الخارجية الموقوفة في حكومة الوحدة الوطنية نجلاء المنقوش في قائمة الممنوعين من السفر إلى حين امتثالها للتحقيقات، مؤكداً أنها لم تمر عبر القنوات الرسمية في مطار معيتيقة الدولي.

وحسب بيان على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، اليوم الإثنين، نفى الجهاز السماح أو تسهيل سفر المنقوش.