متى يتوقف سيل الأدوية المغشوشة عن ليبيا؟

0
170

على مدار سنوات، أنهك كل شيء فاسد الليبيين، وتسللت الأدوية الفاسدة إلى عروقهم فعذبتهم، مهما كانت الرقابة وحملات التفتيش لا يقدر على وقفها أحد. 

مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، كشف عن واقعة تهريب أدوية مغشوشة ودون المستوى المطلوب إلى ليبيا تسللت عبر الحدود الجنوبية من أسواق دول منطقة الساحل الأفريقي.

التقرير حمل عنوان “الاتجار بالمنتجات الطبية في الساحل”، عن هول الاتجار غير المشروع في الأدوية المغشوشة المتداولة بنسب تتراوح بين 19 و50% من إجمالي الأدوية في أسواق دول الساحل الأفريقية، وتحديدا من دولتي تشاد والنيجر المجاورتين تتدفق الأدوية المقلدة إلى منطقة سبها في ليبيا، عبر الطرق الرئيسية براً سواء سيارات أو شاحنات أو حتى دراجات نارية. 

وبحسب تقرير المكتب الأممي ثبت تهريب بعض الأدوية المغشوشة إلى ليبيا قادمة من النيجر، بعد تفكيك شبكة من المجرمين في قرية قريبة من العاصمة نيامي في 26 يوليو العام 2022، حيث ضبط رجال الأمن أكثر من 229 ألف علبة ترامادول وثمانية آلاف قرص أكيسول مع اعتقال خمسة أشخاص، وهم مواطنون نيجيريون كانوا يعملون بالاشتراك مع شركاء مقيمين في الهند لتصدير المنتجات الطبية عبر ميناء تيما في غانا.

وبمجرد وصول الشحنة إلى النيجر، تم إرسال بعض المنتجات الطبية داخل البلاد، ولاسيما إلى مناطق تعدين الذهب في دجادو وتشيباراكاتين، حيث ترتفع أسعار هذه المنتجات ثلاث مرات وبعضها تهرب إلى ليبيا.

وكشفت أيضا التحقيقات عن تورط مجموعة واسعة من الفاعلين الانتهازيين في الاتجار بالمنتجات الطبية في دول الساحل، بما في ذلك موظفو شركات الأدوية والمسؤولون العموميون وموظفو إنفاذ القانون والعاملون في الوكالات الصحية والباعة المتجولون. كما وجدت الأمم المتحدة أيضا أنه رغم ارتباط الجماعات الإرهابية والجماعات المسلحة بالاتجار في المنتجات الطبية في منطقة الساحل، فإن معظم الحالات المبلغ عنها في المنطقة تظهر أن مشاركة هذه الجماعات محدودة وتدور بشكل أساسي حول استهلاك المنتجات الطبية أو فرض الضرائب عليها في المناطق الواقعة تحت سيطرتها.

ليس الجنوب فقط، بل يتم التهريب مناطق عدة، ففي ديسمبر الماضي، أحبطت وحدات بحرية تابعة للجيش التونسي، عملية تهريب أدوية عبر البحر إلى ليبيا، بعدما تم رصد تحركات مشبوهة لمركب مجهول واقترابه من سواحل الجدايرة بالكتف (مدنين) واقتراب سيارة نحوه والشروع في إنزال علب كرتونية وتحميلها على متن المركب المذكور.

وفي 2019، تمكن رجال الجمارك المصرية، من ضبط محاولة تهريب 486 كرتونة تحتوي على كميات من الأدوية البشرية المحلية والمستوردة بالمخالفة لأحكام القانون، عبر ميناء الإسكندرية. 

وأشار التقرير إلى أن الأدوية المغشوشة المضادة للملاريا أسفرت عن نحو 267 ألف حالة وفاة سنوياً في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، بالإضافة إلى نحو 169 ألف حالة وفاة مرتبطة بالمضادات الحيوية المغشوشة أو التي لا تفي بالمعايير المطلوبة المستخدمة لعلاج الالتهاب الرئوي الحاد عند الأطفال. 

وأكد مكتب الأمم المتحدة ضبط نحو 605 أطنان من المنتجات الطبية في غرب أفريقيا خلال العمليات الدولية في الفترة ما بين يناير 2017 وديسمبر العام 2021.

وحسب التقرير، اكتشف نحو 40% من المنتجات الطبية متدنية الجودة والمغشوشة المبلغ عنها في بلدان الساحل بين العامين 2013 و2021 في سلاسل التوريد النظامية، مما يدل على الترابط بين سلاسل التوريد القانونية وغير القانونية.

وقال مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة إن الموانئ البحرية الرئيسية في غرب أفريقيا تستخدم لجلب الإمدادات الطبية المتجهة إلى دول الساحل، ومن ثم تهرب بعد ذلك عبر طرق التهريب التقليدية عن طريق البر. كما أشار إلى الاتجار في كميات صغيرة عن طريق الجو باستخدام الشحنات البريدية أو الركاب.