رجل الاعتمادات المزيفة.. هل يتلقى الصديق الكبير تعليماته من بريطانيا والولايات المتحدة؟

0
255
الصديق الكبير
الصديق الكبير

منذ ظهوره الأول على الساحة الليبية، وهو شخص مثير للجدل والدهشة، فعلى الرغم من التقلبات التي شهدتها ليبيا خلال الـ 11 عام الأخيرة وصراعات وتعاقب عليها حكومات، إلا أن الصديق الكبير لم يترك منصبه أو يتغير، وظل هو العنصر الوحيد الباقي بين كل عناصر المنظومة.

يمكنك أن تنعته بما شئت، فهو لم يخرج من دائرة الشبوهات منذ أن تواجد في منصب رئيس المصرف المركزي، فالبعض أطلق عليه رجل الاعتمادات المزيفة، فهو اعتاد أن يزيف الاعتمادات لإخراج مبالغ لا يعرف أحد مصيرها، إلا أن بقاءه في منصبه إلى الآن، يعني أن تلك الأموال خرجت لقادة الميليشيات والمتعاقبين على السلطة.

“صديق الإنجليز والأمريكان”، لقب جديد لُقب به الصديق الكبير مؤخراً بعد أن أثار الشكوك بداخل الجميع بسبب كثرة اللقاءات التي عقدها مع سفراء بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية، دون أن يعرف أحد عن تفاصيل تلك اللقاء سوى القليل الذي يخرج علينا في البيانات الرسمية.

الصديق الكبير يعلم جيدا أنه لا رقيب عليه سوى نفسه، وبالتالي سواء كان إخراجه للاعتمادات أو لقاءاته المشبوهة مع سفراء تلك الدول، فهي تصرفات تخصه، يعلم أنه لن يطلع عليها أح أو يعرف فحواها شخص سواه هو والطرف الأخر فقط، لذلك ليس من الغريب أن يتهمه مسؤولين بالفساد المالي.

فخلال أشهر قليلة فقط من هذا العام، عقد الصديق الكبيرأكثر من 10 لقاءات مع مسؤولين أمريكيين، من بينهم السفير الأمريكي والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، و مساعد وكيل وزارة الخارجية الأمريكية، ومسئولي البنك الفدرالي الأمريكي، ومسئولي وزارة الخزانة الأمريكية.

وبالنسبة لبريطانيا، فتخطت لقاءاته مع المسئولين البريطانيين الـ 8 لقاءات في فترة قصير للغاية، وعلى رأس هؤلاء كان السفيرة البريطانية و محافظ بنك إنجلترا و مجلس الأعمال الليبي البريطاني، و نائب محافظ مصرف إنجلترا، ورئيس المجموعة البرلمانية الليبية بالبرلمان البريطاني. 

كل هذا الكم من اللقاءات مع مسؤولين كلتا الدولتين، يجعلنا نطرح تساؤلات هامة، هل يتلقى الصديق الكبير تعليماته بالفعل من أجهزة بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية؟

إجابة هذا التساؤل يمكن الإجابة عليها من خلال رصد أمرين، أولهما موقف كلا الدولتين مما يحدث الآن في ليبيا، والأمر الأخر هو السياسة المالية التي يتبعها الصديق الكبير وجعلت ليبيا تتراجع اقتصاديا بشكل مرعب خلال الأعوام الماضية.

انهيار ليبيا اقتصادياً، كان أحد أسبابه السياسية المالية التي يتبعها محافظ المصرف المركزي الليبي، وبحسبة بسيطة، استمرار انهيار ليبيا وانقسام أطرافها، يعني استمرار بقاء الصديق الكبير على رأس منصبه، لذلك فإن استمرار الانشقاق والخلاف، هو أمر يصب في مصلحة “الكبير” ويضمن استمرار لأكبر فترة ممكنة محافظا للمصرف المركزي.