غنيوة الككلي.. كيف أصبح آمر ميليشيا رئيساً لأكبر أجهزة الأمن في العاصمة الليبية؟

0
1802
غنيوة الككلي

من آمر ميليشيا، تحول عبد الغني الككلي الشهير بـ”غنيوة” إلى رئيس “جهاز دعم الاستقرار” الذي شكله المجلس الرئاسي الليبي لحكومة الوفاق المنتهية ولايتها بقيادة فايز السراج.

وغنيوة المولد في مدينة بنغازي، والذي سبق ودخل السجن بسبب تورطه في جرائم جنائية، والذي ظل قابعاً فيه حتى أحداث فبراير عام 2011، أصبح من الشخصيات التي تتمتع بنفوذ واسع في العاصمة طرابلس.

وبالأمس أجرى وكيل وزارة الداخلية لشؤون مديريات الأمن لواء بشير الأمين، زيارة لمقر جهاز دعم الاستقرار، وأجرى جولة رفقة غنيوة الككلي، تفقد خلالها مرافق وإدارات الجهاز واطلع على سير العمل بها.

وكشفت وثائق سربت مؤخراً من وزارة المالية، عن تخصيص رئيس الحكومة، عبد الحميد دبيبة، 16.8 مليون دينار من باب الطوارئ لدعم جهاز دعم الاستقرار الذي يقوده غنيوة الككلي.

وطرحت أسئلة عدة في المشهد الليبي مؤخراً، حول الطريق الذي سلكه غنيوة لينتقل من سجين ثم آمر ميليشيا إلى رئيس لجهاز دعم الاستقرار في العاصمة الليبية طرابلس وتصرف له المخصصات المالية.

غنيوة الذي أنتقل في صغره رفقة عائلته من بنغازي إلى طرابلس وأنقطع عن الدراسة باكراً وعمل مع أبيه في مخبز النصر في أبو سليم، دخل عالم الإجرام منذ مراهقته من خلال علاقاته بعصابات بيع المخدرات والخمور المهربة، حتى تورط في جريمة قتل وصدر حكم عليه بالسجن 14 عاماً.

هرب غنيوة من السجن عقب أحداث فبراير عام 2011 وانضم إلى الجماعات المتطرفة، وأستغل حالة الفوضى الأمنية التي كانت تعم البلاد وشكل ميليشيا تعرف بـ”الأمن المركزي”، وأصبح من الشخصيات التي تتمتع بنفوذ واسع في العاصمة طرابلس.

وارتكب غنيوة العديد من الجرائم وشارك في العديد من الاشتباكات والعمليات العسكرية من أشهرها عملية فجر ليبيا الإجرامية عام 2014.

حتى استغل رئيس حكومة الوفاق المنتهية ولايتها، فايز السراج، ميليشيا غنيوة الككلي، في صراعه مع وزير الداخلية السابق فتحي باشاغا، والميليشيات الموالية له، وشكل جهاز دعم الاستقرار برئاسة غنيوة الككلي، ومنحه صلاحيات واسعة منها حماية المقرات الرسمية للدولة، وحماية المسؤولين، والمشاركة في تنفيذ العمليات القتالية.

وبعد اختيار سلطة تنفيذية جديدة، وحكومة جديدة برئاسة عبد الحميد دبيبة، الذي سار الأخير على نهج سلفه، وتعاون مع غنيوة الككلي، وبدلاً من تنفيذ اتفاقيات الليبيين وحل الميليشيات في غرب ليبيا، أصبحوا رفقاء له وبقوا في مناصبهم بالحكومة.