مناخ سياسي غامض.. هل ينجح الليبيون في فرض إرادتهم بإجراء انتخابات ديسمبر؟

0
254
الانتخابات الليبية
الانتخابات الليبية

مناخُ سياسي مُلبد بالغيوم، وطقس سَلبي خَيم على ليبيا، فأطاح بآمال الاستقرار والوحدة، وهَدد مستقبل الحياة السياسية، التي باتت على بُعد خطوة فقط من عقد الانتخابات الرئاسية التي انتظرها كل ليبي، بل وكل مهتم بالشأن الدولي والعربي، أملاً في إنهاء عَقد من الألم، وإخماد حرب طالت نيرانها كل بلدان المنطقة.

الشعب الليبي، أمام تحدٍ جديد، فوسط تصاعد وتصارع الأحداث في ليبيا الآن، يستعد الشعب الذي حرص على تسجيل بياناته في منظومة الانتخابات، للتصويت على رئيسه الجديد، ويرى أكثر المتفائلين، أن الوصول لنقطة الاستحقاق الانتخابي وسط تلك الأجواء المشحونة والمضطربة، هو أمر شبه مستحيل.

فخلال الفترة السابقة، وبالتحديد الساعات القليلة الماضية، شهدت الساحة الليبية تصاعد غير مسبوق، منذ إعلان تولي حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة، مقاليد الأمور في ليبيا، فبعد أشهر من الشد والجذب، أعلن البرلمان الليبي سحب الثقة من تلك الحكومة، التي يراها كمُمثل للشعب، أخفقت في كل شئ، ونكثت بكل الوعود.

حكومة الدبيبة، التي وجدت نفسها بلا شرعية شعبية، لم يكن أمامها سوى الجشد الجماهيري لبعض المؤيدين، ممن يرون أنها تمثل البديل المنطقي لحكومة السراج، التي كانت تحصل على دعم مباشر من الحكومة التركية، فنزل المئات إلى الشوارع للتظاهر وإعلان تأيدهم للدبيبة وحكومته، ولكن وسط ذلك التأييد، تصاعدت الأصوات التي هتفت للرئيس التركي “أردوغان”.

نَفس المصير البائس الذي توقعه من يرون المشهد عن قرب منذ عدة أشهر، أصبحت ليبيا على بُعد مترات قليلة منه، بعدما توقع البعض فشل حكومة الدبيبة، بعدما خرج رئيسها وأطلق وعود، لا يمكن للعقل تقبلها، والآن الحكمة التي جاءت للتمهيد للانتخابات، كانت سبباً في إزالة ما تم تمهيده من خطوات لإجراءاها.

ليبيا الآن تحاصرها الأزمات من كل جانب، فبعيداً عن انهيار الوضع السياسي بالبلاد، وظهور بوادر صراعات جديدة تلوح في الأفق، فإن الأزمات الاجتماعية تضرب الشعب من كل جانب، خرجت ليبيا من الحرب بلا بنية تحتية، فافتقد الشعب إلى أبسط حقوقه في الخدمات، فانقطعت الكهرباء عن المنازل والمشافي وانعدمت السيولة، وغاب الأمن تماماً مع سيطرة الميليشيات.

وعلى الجانب الآخر، رفضت جماعة الإخوان في ليبيا قرار مجلس النواب بسحب الثقة من حكومة الوحدة الوطنية بإجماع أكثر من 80 صوتاً، وطالبت بالعودة عن القرار.

وكعادة جماعة الإخوان تعمل على تأجيج الوضع، فبدأ عدد من المناصرين لتلك الجماعة التي تسعى جاهدة لزعزعة استقرار البلاد باعتبارها البيئة الأمنة لوجودهم، في تحريض أهالي طبرق على التوجه إلى مقر البرلمان الليبي بعد سحب الثقة، وإشعال النيران فيه اعتراضاً على سحب الثقة من الحكومة.

وسط تلك الأجواء غير المستقرة، هل ينجح الشعب الليبي في فرض إرادتهم وإجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها بنهاية العام الجاري؟