عبدالحميد الدبيبة.. ألم يأتك نبأ الإرهابيين الذين قتلوا أبناء بنغازي؟

0
507
عبدالحميد الدبيبة - محمد الزهاوي ووسام بن حميد وجلال المخزوم
عبدالحميد الدبيبة - محمد الزهاوي ووسام بن حميد وجلال المخزوم

ادّعى رئيس حكومة الوحدة الوطنية، عبدالحميد الدبيبة، عمله على عودة بنغازي إلى حضن الوطن مرة أخرى، والغريب أن ذلك التصريح كان بين أفراد أعضاء مجلس شورى ثوار بنغازي، ووعدهم هم الآخرين بالعودة إلى منازلهم.


الدبيبة تناسى سنوات الفوضى التي عاشتها بنغازي الآبية، والتي استعادها أبناءها مرة أخرى من الميليشيات المتطرفة وعلى رأسها فجر ليبيا ومجلس شورى ثوار بنغازي، المبايع لتنظيم داعش الإرهابي، وكذلك ميليشيات جماعة الإخوان المسلمين.


ولم يلتفت الدبيبة للثمن الذي دفعه أبناءها لطرد تلك الميليشيات وتحريرها في عمليات الكرامة التي أطلقتها القيادة العامة لتحرير البلاد من الإرهاب، في مايو 2014.


ألم يعلم رئيس حكومة الوحدة، ما حدث خلال 3 سنوات من العمليات العسكرية لتحرير المدينة من قبضة التنظيمات، والتي بدأت يوم الجمعة 16 مايو 2014، بهجوم قوات الجيش مدعومة بالسلاح الجوي على مقار الميليشيات في معسكر “كتيبة 17 فبراير”، وكتيبة “درع ليبيا 1” وتنظيم أنصار الشريعة، قبل أن تمتد رقعة المواجهة إلى منطقة جنوب غرب بنغازي، وتحديداً البوابة الجنوبية الغربية للمدينة التي كانت تحت سيطرة التنظيم.


ولم يسمع الدبيبة عن تحالف التنظيمات الإرهابية ضد الجيش الوطني وأبناء المدينة، في يونيو 2016 حين شكلوا تحالف “سرايا الدفاع عن بنغازي” في يونيو 2016 لدعم مقاتلي مجلس الشورى.
وفي بنغازي التي تسلم منها الدبيبة حكومته، كانت كتيبة شهداء ليبيا الحرة، والتي أسسها وسام بن حميد، وميليشيات “درع ليبيا 1″، والتي نفذت الحاث الإجرامي “السبت الأسود”، والذي راح ضحيته العشرات من أبناء المدينة في الثامن من يونيو 2013.


ويوم تحرير المدينة في 5 يوليو 2017، قال القائد العام للقوات المسلحة الليبية المشير خليفة حفتر: “تزف إليك اليوم قواتك المسلحة بشرى تحرير مدينة بنغازي من الإرهاب، تحريرا كاملا غير منقوص، وتعلن انتصار جيشك الوطني في معركة الكرامة ضد الإرهاب، نصرا مؤزرا من عند الله عز وجل، لتدخل بنغازي ابتداء من اليوم عهدا جديدا من الأمن والسلام والتصالح والوئام والبناء والعمار والعودة إلى الديار، بعد أن كسرنا قيود القهر والذل وحواجز الخوف والرعب التي سعى الإرهاب إلى بنائها في نفوسنا، لتحل محلها مشاعر الطمأنينة والسرور والأمل والثقة بالنفس، ونرسم معا بإرادتنا الحرة طريقنا نحو المستقبل”.


ومنذ إعلان الجيش الليبي تحرير بنغازي وعودتها إلى حضن الوطن، انطلق شريان عودة الحياة لباقي المدن الليبية، من درنة إلى وسط ليبيا وكذلك الجنوب الليبي، ضمن رحلة تحرير كامل التراب الليبي، ودب الاستقرار في مفاصل مدن الشرق وبات سكانه ينعمون بالأمن، على خلاف الغرب الذي تسيطر عليه ميليشيات متطرفة.


ويرى مراقبون ومهتمون بالشأن الليبي أنه من الطبيعي أن يتحدث الدبيبة بتلك الصورة، فهو الذي يصطحب قادة الميليشيات المتطرفة في جولاته، وعلى رأسهم أيوب أبو راس، ومن قبله تم الإفراج عن عبدالرحمن ميلاد المدرج على قوائم مجلس الأمن الدولي، وكرّم الإرهابيين (الفأر)، ومنح مقاتلي “ثوار بنغازي” رتباً عسكرية، فكان من الطبيعي أن يعدهم بالعودة إلى مدنهم.