رغم زيارة دبيبة.. لماذا تواصل تونس إغلاق حدودها مع ليبيا؟

0
260
تونس لا تأمن لإجراءات
تونس لا تأمن لإجراءات "دبيبة" بعد.. وقرار جديد للمسافرين من ليبيا

منطقة ملتهبة شهدت سنوات عجاف على مدار عقد كامل، سيطر فيها المتطرفين وأصحاب الأفكار الإرهابية على مقاليد الأمور تحت مِظلة جماعة الإخوان، استغلوا الفوضى والألم التي عاشت فيه شعوب العرب للوصول للسطلة وتحقيق حلم قديم زُرع فيهم، فزادوا الألم ألما وضاعفوا الأوجاع وقضوا على ما تبقى من نظام وأمن.

تونس كانت إحدى البقاع السحرية التي سيطر عليها الإخوان في الشرق الأوسط، جعلوها ممراً حيوياً لتمرير الإرهاب والإرهابيين للبلدان المجاورة، خاصة بعد سقوط حكمهم في مصر، فأرادوا توسيع رقعة سيطرتهم وإحكام قبضتهم على ليبيا مُستغلين الوضع الأمني الهش وسيطرة الإخوان على غرب البلاد، وتواجد متطرفين بأعداد كبيرة بمناطق في الجنوب.

استمر الوضع في تونس على هذا الحال، سيطرة إخوانية تعمل تحت إمرة الأتراك، تفتح معابرها أمام الإرهابيين من وإلى ليبيا، فضاع الأمن والاستقرار في كلا البلدين، فما كان من رجال تونس الشرفاء إلا الوقوف أمام هؤلاء الطغاة الفاسدين أعداء وطنهم، والتصدي لمحاولاتهم البائسة لتخريب تونس ومحيطها من بلدان.

ووقع خطاب الرئيس التونسي قيس سعيد، كالصاعقة على آذان جماعة الإخوان وتابعيها في كافة بقاع الأرض، فأطاح بسيطرتهم على البرلمان التونسي، وتوعد بمحاسبة رؤوسهم المتورطين في جرائم إرهابية هددت أمن البلاد، وفتح باباً لآمال جديدة للشعب التونسي وأعاد الأمور إلى نصابها الصحيح بعد أن كاد العقد أن ينفرط.

اتخذت السلطات التونسية قراراً بإغلاق الحدود مع ليبيا، ذلك القرار أيضاً كان ضاربة تشبه ضربات الملاكمة القاضية، باعتباره سد الطريق أمام حرية تنقل الإرهابيين والمتطرفين في كلا البلدين، وأغلق باب الدعم للتواجد الإخواني في الأراضي الليبية، بالإضافة إلى وقف الدعم اللوجستي القادم من تركيا للميليشيات والمرتزقة في ليبيا.

تونس أمس ليست كتونس اليوم، تونس اليوم دولة آمنة ذات سيادة، تتحكم في أراضيها، دولة بلا إخوان، يحكمها القانون والشعب، بعكس ما كانت عليه في السابق، دولة ترفض كل المحاولات التي قد تزعزع أمنها وأمن شعبها الحر الذي تصدى للإرهاب والإرهابيين.

ورغم محاولات حكومة الوحدة الوطنية الليبية، لإعادة فتح الحدود بين تونس وليبيا مرة أخرى، إلا أن السلطات التونسية ترفض رفضاً تاماً فتح الحدود من جديد، حتى بعد زيارة وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش، ورئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة لتونس، لم تقتنع تونس بالفكرة وتصر على غلق الحدود لحماية أراضيها من المتطرفين رافضة أن تكون معبراً لهم.

وأفادت تقارير أمنية تونسية، بمحاولة 100 عنصر إرهابي التسلل إلى تونس انطلاقا من قاعدة الوطية الجوية، خاصة بعد ظهور مستند صحيح يؤكد وجود إرهابيين في قاعدة الوطية في غرب ليبيا.

وحمل المستند توقيع وزير الداخلية بحكومة الوحدة الوطنية خالد مازن، وجاء فيه: “أفادنا رئيس مكتب الشرطة الجنائية العربية والدولية بأنه أخطر بموجب برقية وردت إليه من إنتربول تونس فحواها توفر معلومات لديهم باعتزام حوالي 100 عنصر إرهابي متواجدين في القاعدة الجوية الوطية التسلل إلى تونس”.

وطالب وزير الداخلية على ضوء البرقية المتداولة، باتخاذ ما يلزم من إجراءات وتكثيف عمليات البحث وجمع المعلومات، لإحباط أية مخططات تحاك للقيام بأي عمليات إرهابية.