ذكرى تحرير بنغازي.. يوم جعل الجيش الليبي حصون الإرهابيين مقبرة لهم

0
323
تحرير بنغازي
تحرير بنغازي

حَدثُ جَلل هز أرجاء ليبيا، سجله التاريخ بأحرف من الماس، لبطولات لن تنتهي للجيش الوطني الليبي، فبعد أن بعثرت قوى الشر الأوراق الليبية عقب أحداث فبراير 2011، حَرك الواجب الوطني ونَزعة الحب الفطري لليبيا، جيشها البطل، ليعيد لملمة الأوراق، ويصد أكبر هجمة إرهابية كادت أن تُسقط ليبيا فريسة للتطرف والإرهاب الأسود.

يحتفل اليوم الشعب الليبي، بذكرى تحرير بنغازي من قوم لا يعرفون سوى القتل والسلب والنهب باسم الدين، احترفوا الإرهاب والتطرف، فعاثوا في الأرض فساداً، وفي 5 يوليو 2017، انطلقت شرارة الغضب الليبي ضد ما يحدث في بنغازي الأبية، وحمل أبناء الجيش أرواحهم على أياديهم ليقدموها فداءاً لوطنهم وشعبهم.

معركة الكرامة التي أطلقها الجيش الوطني الليبي في مايو 2014، كانت البداية، فمنذ ذلك اليوم، لم تتوقف القوات الليبية عن توجيه ضرباتها القاتلة لمعاقل التطرف والإرهاب التي دَنست أجمل بقاع ليبيا، وتحرير بنغازي، كان امتداداً لمعارك الجيش الخالدة، وبعد أن ظن أهل التطرف أن لا أحد يقدر عليهم، كان للجيش رأي آخر.

الجمعة 16 مايو 2014، انطلقت أول “دانة” من مدفعية الجيش الليبي، لتؤمن قوات المشاة والمركبات، ومن فوق الجميع تحلق مُقاتلات سلاح الجو الليبي، لتوجه ضرباتها لمقار الميليشيات في معسكر “كتيبة 17 فبراير” وكتيبة “درع ليبيا 1” وتنظيم أنصار الشريعة، وامتد زحف الجيش ليصل إلى جنوب غرب بنغازي، وبالتحديد حتى البوابة الجنوبية الغربية للمدينة التي كانت تحت سيطرة التنظيم.

وفي مايو 2016، سيطرت قوات الجيش على نحو 90 % من المدينة، بما في ذلك ضاحية أنصار الشريعة الرئيسية في حي الليثي، وجامعة بنغازي ومصنع الأسمنت، لتدخل المعركة مرحلة جديدة بتشكل تحالف “سرايا الدفاع عن بنغازي” في يونيو 2016 لدعم مقاتلي مجلس الشورى.

أما عن بنغازي قبل التحرير، فكانت في حالة يرثى لها، فقد سيطر عليها المتطرفون، وأصبحت مرتعاً وملاذاً آمنا للإرهابيين من كل بقاع الأرض، وأسس المدعو وسام بن حميد، ما تُسمى بـ “كتيبة شهداء ليبيا الحرة”، وارتكب مقاتلوها مجازر بحق الشعب الليبي، أبرزها ما حدث في السبت الأسود، واستشهد على أثره العشرات من سكان بنغازي.

في الوقت نفسه، كانت هناك قوى إقليمية داعمة للحركات الإرهابية والمتطرفة في ليبيا آنذاك، فقد مولت قطر تلك الجماعات ودعمتها بالسلاح والعتاد، وأعلنت معادتها رسمياً لمعركة الكرامة، وكان الهدف من التمويل والدعم هو تشكيل قوى من الميليشيات للتصدي للجيش الوطني الليبي، وهجماته الشرسة لتحرير بنغازي من المتطرفين، إلا أنها فشلت في ذلك.

كشفت عمليات التطهير التي أجراها الجيش الوطني الليبي بعد تحرير المدينة، عن الدعم القطري لتلك الجماعات، حيث تم العثور على صناديق للأسلحة والذخائر ووثائق مكتوبة، وأجهزة اتصال قطرية وأخرى تابعة لقيادات إرهابية تابعة للجماعة المقاتلة، بالإضافة إلى العثور على صناديق تحمل شعار الهلال الأحمر القطري لتهريب الأسلحة، والعثور على هويات 14 قطرياً، كانوا يديرون المعارك ضد الجيش الليبي.

أعاد الجيش الوطني الليبي الاستقرار والأمن في بنغازي والمدن المحيطة بها بعد فك قيودها ودحر الإرهاب، وجعلها مقبرة لهؤلاء المتطرفين، وعادت الحياة بها من جديد، وافتتح رجال الأعمال شركات وأسواق تجارية ساهمت في إحياء المدينة وإنعاش اقتصادها وتوفير فرص عمل لمئات الشباب، وأصبحت منطقة جاذبة للاستثمار.

وتظل كلمات القائد العام للقوات المسلحة الليبية المشير خليفة حفتر ترن في آذان كل ليبي حر وطني: “تزف إليك اليوم قواتك المسلحة بشرى تحرير مدينة بنغازي من الإرهاب، تحريرا كاملا غير منقوص، وتعلن انتصار جيشك الوطني في معركة الكرامة ضد الإرهاب، نصرا مؤزرا من عند الله عز وجل، لتدخل بنغازي ابتداء من اليوم عهدا جديدا من الأمن والسلام والتصالح والوئام والبناء والعمار والعودة إلى الديار، بعد أن كسرنا قيود القهر والذل وحواجز الخوف والرعب التي سعى الإرهاب إلى بنائها في نفوسنا، لتحل محلها مشاعر الطمأنينة والسرور والأمل والثقة بالنفس، ونرسم معا بإرادتنا الحرة طريقنا نحو المستقبل”.