ليبيا

تعيين داعمين للإرهاب وقادة ميليشيات.. ماذا يفعل دبيبة في الحكومة الليبية؟

بواسطة

يونيو 19, 2021

111

تعيين داعمين للإرهاب وقادة ميليشيات.. ماذا يفعل دبيبة في الحكومة الليبية؟

علق الكثير من الليبيين آمالهم على الحكومة المؤقتة الجديدة، التي أفرزها ملتقى الحوار السياسي، بتوافق من المشاركين فيه، فأخيراً بعد سنوات من الحرب، ستهدأ الأوضاع، وجاء موعد عقد الجلسات والوصول لاتفاقات سياسية لحل الأزمة، وشاهد الجميع مستقبل ليبي مختلف عن الواقع المؤلم الذي يعيشوه.

وعلى الرغم من تفاؤل البعض بتلك الحكومة التي جاءت بمهمة محددة في فترة تواجدها بالسلطة، إلا أنها خيبت كل الآمال، بل وأنها فاقت حدودها في التعامل مع القضايا الهامة والحساسة، كما أن قراراتها وتعيناتها أثارت العديد من التساؤلات حول اتجاه وانتماء تلك الحكومة والقائمين عليها، ويبدو أنها على وشك إخفاق جديد يهدد مستقبل ليبيا.

عبد الحميد دبيبة، رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية المؤقتة، لم يكتف فقط بتغاضيه عن تواجد آلاف المرتزقة السوريين ممن أرسلتهم تركيا كورقة ضغط، وتعامل الأتراك مع ليبيا على أنها ولاية تابعة لها، دون حتى أن يُندد أو يَشجب، غض بصره عن أفعال الميليشيات المتطرفة في غرب البلاد، وفعل كسابقه فائز السراج، وبدا وكأنه يحتمي بهم أو يَخشاهم، كلاهما نتيجته واحدة، توحش للجماعات المسلحة ومعاناة للشعب.

تجاهل عبد الحميد دبيبة لأفعال الميليشيات لم تكن وحدها هى الأزمة، بل أن الكارثة الحقيقية تمثلت في قرارات تعيناته للمناصب الهامة والحساسة في سلطته المؤقتة، فقط جاء ببعض من قادة تلك الميليشيات لإدارة ملفات شديدة الأهمية، مُتجاهلاً تاريخهم الأسود، وحاضرهم المُلطخ بدماء الأبرياء، ومُستقبلهم في الإجرام والتحريض.

أحد أخطر قرارات دبيبة، والتي أثارت ضجة هائلة في الأوساط الليبية، هو قراره بتشكيل لجنة جديدة لما أسمها بـ “إصلاح الإعلام”، والتي سيشرف عليها مباشرة وزير الدولة للاتصال والشؤون السياسية وليد اللافي، وهو أحد الأشخاص الذين أثير حولهم الجدل لتعينهم وزيراً من الأساس، بسبب اتهامه بدعم الإرهاب في سنوات ما بعد أحداث فبراير 2011، والتي أطاحت بنظام معمر القذافي.

كوارث اللافي، لم تتمثل في دعم الإرهاب شفهية أو بالرأي، بل كان له دور ملموس وهام في دعمهم المادي، حيث أكدت تحقيقات مسربة تورطه في قضايا فساد وابتزاز مالي وتهريب الأسلحة خلال الفترة بين 2012 إلى 2019، بالإضافة إلى دعمه لمجلس شورى ثوار بنغازي المتحالف مع تنظيم داعش في المدينة التي تقع شرق ليبيا.

عمل وليد اللافي مديراً لقناة النبأ، وهي القناة المتهمة بدعم الإرهاب لسنوات، وهي أيضا أحد أزراعة المتطرفين الإعلامية في البلاد، والتي منذ انطلاق بثها عام 2013، تتبنى سياسة تحريرية داعمة للتنظيمات المتطرفة في ليبيا، حيث حرصت في الكثير من المناسبات على تلميع صورة هذه الجماعات التي ارتكبت جرائم عديدة في ليبيا.

كما أدار وليد اللافي، قناتي “سلام” و”فبراير”، حيث كشفت تقارير أن الأخيرة لازالت تابعة لوزير الاتصال، ما أدى إلى سيطرتها على الإعلام الليبي وبثها لكافة المؤتمرات والبيانات الخاصة بالحكومة بشكل حصري، وهو ما يعني أن الإعلام الليبي سقط بيد الإرهاب، وأن من يحركه هو محرك هام ورئيسي للقوة الناعمة للفكر المتطرف في ليبيا.

قرارات عبد الحميد دبيبة شملت، أحد القادة الميدانيين للميليشيات في ليبيا، حيث قرر تعيين محمد خليل عيسى، وكيلاً لوزارة الخارجية والتعاون الدولي، ضمن قرار شمل 4 أسماء كوكلاء وزارات، و”عيسى” هو آمر محور الزطارنة في عملية ما تسمى بـ”بركان الغضب”، فوضع زراعاً جديداً للجماعات المتطرفة في التعاملات الخارجية المباشرة لليبيا مع دول العالم.

أما آخر تلك القرارات، كان تعيين قائد أحد الميليشيات التي تتبع تركيا تبعية مباشرة في الأراضي الليبية في منصب حكومي رسمي، وهو علي محمد محمد اشتيوي، وشهرته “السريعة”، وتضمن قرار “دبيبة” تعيينه وكيلاً لوزارة العدل لشؤون الشرطة القضائية، فجعل للميليشيات كلمة في القضاء الليبي، المسؤول عن محاكمة الخارجين عن القانون والقتلة وحملة الأسلحة بدون تراخيص.