بضغوط الإخوان وتلبية للغرياني.. دبيبة يغلق المؤسسة الليبية للإعلام

0
264
المؤسسة الليبية للإعلام

أصدر رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية، عبد الحميد دبيبة، أمس الثلاثاء، قراراً بإلغاء المؤسسة الليبية للإعلام، ونقل تبعية القنوات والجهات الإعلامية التابعة لها إلى مجلس الوزراء وعدد من الوزارات ودار الإفتاء الليبية.

وأثار قرار دبيبة حفيظة الشارع الليبي، الذي اعتبره محاولة لكبت حرية الإعلام الليبي، فيما اعتبره المراقبون رضوخاً لضغوط من جماعة الإخوان في ليبيا، لاسيما أن رئيس المؤسسة محمد بعيو، هاجم جماعة الإخوان مراراً واتهمهم بمحاربة الإعلام الوطني.

كما شمل قرار دبيبة، نقل تبعية قناة “الهداية” إلى دار الافتاء الليبية لتصبح بمقتضى هذا القرار تحت سلطة المفتي المعزول الصادق الغرياني إلى جانب قناة التناصح المتهمة ببث خطاب الكراهية، والتحريض على الفتنة وسفك دماء الليبيين، والترويج للفتاوى الشاذة التي يصدرها شيوخ دار الإفتاء، وعلى رأسهم الغرياني وسامي الساعدي، وعبدالباسط غويله.

وكان رئيس حكومة الوفاق المنتهية ولايتها، فايز السراج، أصدر في سبتمبر الماضي، قراراً بإنشاء المؤسسة الليبية للإعلام، برئاسة محمد بعيو، لتكون من ضمن مهامها الإشراف على كل مؤسسات الإعلام المملوكة للدولة من قنوات وصحف ورقية ومحطات إذاعية ومواقع إلكترونية وعددها 16 مؤسسة.

وجاء تعيين بعيو رئيسا للمؤسسة الليبية للإعلام صدمة لجماعة الإخوان، خوفاً من إعادة ترتيب وتنظيم المشهد الإعلامي الذي تبسط عليه سيطرتها منذ 2011، وتتخذّه أداة للدعاية لأجندتها السياسية والدينية.

وبالفعل سعى محمد بعيو، لتغير المناخ الإعلامي، وطالب بوقف خطاب الكراهية وإزالة شعار بركان الغضب من القنوات المملوكة للدولة دعماً للمسار السياسي الذي يخوضه الفرقاء الليبيين لحل الأزمة الليبية.

كما شن بعيو، هجوماً حاداً على قادة الميليشيات في غرب ليبيا وجماعة الإخوان المسلمين، وقام بإحالة الإعلامي سليمان دوغة المنتمي لجماعة الإخوان إلى التحقيق بتهمة تبديد واختلاس 35 مليون دينار، وعمل على محاربة الفساد في الأجهزة الإعلامية.

ولكن بعد مرور شهرين فقط على تولي بعيو رئاسة المؤسسة الليبية للإعلام، قامت الميليشيات المسلحة في طرابلس بإيعاز من جماعة الإخوان، باختطافه على يد الميليشياوي أيوب بوراس آمر كتيبة ثوار طرابلس، التي احتجزته لمدة 20 يوماً.

وواصلت جماعة الإخوان مساعيها للسيطرة على الإعلام الليبي، وإسقاط المؤسسة الليبية للإعلام، حتى بعد تولي حكومة الوحدة الوطنية، وتجلى ذلك في مطالبة رئيس ديوان المحاسبة خالد شكشك رئيس الحكومة عبد الحميد دبيبة، باستبعاد رئيس المؤسسة الليبية للإعلام محمد بعيو وعدم تكليفه بأي وظيفة أخرى لها علاقة بالمال العام، بزعم أن بعيو، يواصل عمله بعد صدور قرار إيقافه وعرقلة عمل ديوان المحاسبة بعدم تمكين أعضاء الديوان من فحص حسابات المؤسسة.

كما أدى ضغط جماعة الإخوان على الحكومة إلى تولي وليد اللافي وزارة الدولة للاتصال والشؤون السياسية لتمكين الجماعة من السيطرة على الإعلام الليبي حيث أن اللافي عضو مؤسس في حزب الوطن بقيادة عبد الحكيم بلحاج، وأحد مؤسسي قناة النبأ التابعة للمقاتلة والإخوان ثم أسس لاحقا قناتي سلام وفبراير.

ويؤكد مراقبون إن اختيار اللافي لهذا المنصب ساعد جماعة الإخوان على الإطاحة بمحمد بعيو والمؤسسة الليبية للإعلام من المشهد، بعد مارس وزير الدولة للاتصال والشؤون السياسية ضغوطا على رئيس الحكومة الليبية لاتخاذ هذا القرار.