المساعدات الإنسانية.. مخطط تركيا الجديد لتنفيذ مشاريعها الاستعمارية عبر ليبيا

0
131
تركيا

تستغل تركيا حاجة الدول الفقيرة من أجل تحقيق مطامعها الاستعمارية والتدخل في شؤونها تحت شعار المساعدات الإنسانية، أو زعم المساعدة في تحقيق الأمن وإزالة الألغام مثلما كان الحال في غرب ليبيا.

ولجأت تركيا برئاسة رجب طيب أردوغان، مؤخراً لاتباع أسلوب مراوغ للتدخل في شؤون الدول التي تريد نهب ثرواتها بعد ما فشلت في المواجهات العسكرية المباشرة، لا سيما بعد تصدي القوى الإقليمية لها وفي مقدمتها مصر التي استطاعت وقف زحفها في ليبيا.

ويحاول الرئيس التركي استخدام القوى الناعمة، وادعاء تقديم المساعدات الإنسانية للدول الفقيرة، ولعل أخرها إرسال طائرة تركية تحمل مساعدات طبية إلى بنغلاديش لإعادة تأهيل مستشفى للروهنغيا، وافتتاح جمعية الهلال الأحمر التركي، السبت الماضي، 3 آبار مياه في ضواحي العاصمة التشادية انجمينا وغيرها من الأمثلة.

وبعد فشل المخطط التركي لاحتلال ليبيا بالتعاون مع جماعة الإخوان المسلمين، بانتهاء ولاية حكومة الوفاق، يسعى النظام التركي لعقد صفقة أخرى مشبوهة مع الحكومة الليبية الجديدة، باستخدام ورقة المساعدات.

وكشفت مصادر ليبية مطلعة، عن أن أردوغان يحاول الوصول لاتفاق مع رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة، من أجل إعادة تمكين وسيطرة الإخوان في كامل الأراضي الليبية وليس في الغرب فقط، مقابل إغراءات مادية متمثلة في توفير مساعدات إغاثية للشعب الليبي، وأن تلك الصفقة قيد الدراسة الآن.

كانت حكومة الوفاق المنتهية ولايتها برئاسة فايز السراج فتحت الباب لتركيا للتدخل في ليبيا للحفاظ على بقائها في السلطة بالقوة، ووقعت معها اتفاقية مشبوهة ومخالفة للقرار الأممي القاضي بمنع توريد الأسلحة الى ليبيا، بدعوى حفظ الأمن والحرب ضد الإرهاب.

واتخذت تركيا اتفاقيتها مع حكومة الوفاق في أواخر عام 2019 كذريعة للتدخل العسكري وإرسال آلاف المرتزقة وتحقيق أهداف تركيا التوسعية في أفريقيا.

وعلى الرغم من توصل الليبيين لاتفاق لوقف إطلاق النار في أكتوبر الماضي يقضي في أحد بنوده بخروج كافة القوات الأجنبية والمرتزقة من الأراضي الليبية، وتغيير السلطة التنفيذية في البلاد، تراوغ تركيا بورقة المرتزقة ولم تقوم بسحبهم من ليبيا رغم الضغوط التي مورست عليها مؤخراً من الأوروبيين والأمريكيين.

وتسعى تركيا لزيادة أعداد المرتزقة التابعين لها لتنفيذ مخططاتهم في أفريقيا وخصوصاً ليبيا لاستمرار الحرب واستخدامها كطريق للدول الأفريقية.

وبدا واضحاً أن مطامع الأتراك، لم تتمثل في النفط الليبي وخيرات ليبيا فقط، بعد ما كشفت تقارير صحفية نشرت مؤخراً أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قام بسحب مجموعة من المرتزقة السوريين في ليبيا وأرسلهم إلى مالي، وهو ما يؤكد الفكر الاستعماري الذي تسعى تركيا إلى تنفيذه في القارة السمراء.