صفقة مساعدات إغاثية مشبوهة.. كيف يستغلها أردوغان لتمكين الإخوان في ليبيا؟

0
98
أردوغان

سلاح جديد يستغله الأتراك من أجل السيطرة على المناطق التي يطمعون في خيراتها أو يرغبون في استغلالها في مصالحهم الإقليمية وهي استراتيجية جديدة قرر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اتباعها، بعدما فشل أسلوبه المُعتمد على المواجهات المباشرة والتهديدات وظهر ذلك جلياً عندما وضعت له مصر وليبيا خط أحمر ولم يستطع تجاوزه.

يحاول أردوغان بشتى الطرق إيهام الدول الإفريقية، من خلال استخدام القوى الناعمة، أنه رجل داعي للخير يرغب في مساعدتهم بشتى الطرق، فاستخدام طائراته العسكرية التي كانت تنقل المرتزقة إلى ليبيا حتى وقت قريب، لنقل مساعدات تبدو في ظاهرها خيرية، إلى عدداً من الدول حول العالم، ولعل أخرها إرسال طائرة تركية وصلت بنغلاديش لإعادة تأهيل مستشفى للروهنغيا، وغيرها من الأمثلة.

وعلى الرغم من أن المؤشرات الأولية تؤكد أن أردوغان مُجبر على ترحيل مرتزقته من الأراضي الليبية ونقلهم إلى أماكن حتى الآن تبقى مجهولة، إلا أنه لا يرغب في إنهاء الأزمة الليبية ويسعى لاستمرار الصراع فيها، حيث يتبع أردوغان حتى الآن أسلوب “الجري في المكان”، من خلال إيحاء العالم بأنه يرغب في الحفاظ على أمن ليبيا إلا أنه يخفي داخله عكس ذلك.

وبعد رحيل حكومة الوفاق وأعضاءها الذين وصفوا بأنهم “عملاء” للرئيس التركي، يرغب أردوغان في إعادة تمكين جماعة الإخوان في ليبيا من جديد وإعادة هيمنتهم على الأقل على غرب ليبيا كما كان الوضع في السابق، لأنه بكل الأحوال لن يترك ليبيا وشأنها ولن يسمح أن تتم عملية سياسية ديموقراطية في البلاد بعد سنوات من الصراع.

وكشفت مصادر ليبية مطلعة، عن أن أردوغان يحاول الوصول لاتفاق مع رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة، من أجل إعادة تمكين وسيطرة الإخوان في كامل الأراضي الليبية وليس في الغرب فقط، مقابل إغراءات مادية متمثلة في توفير مساعدات إغاثية للشعب الليبي، وأن تلك الصفقة قيد الدراسة الآن.

وقد تكشف الأيام القليلة القادمة عن تفاصيل جديدة ومحورية في ذلك الأمر، فأما يتمكن أردوغان من استدراج الدبيبة إلى مصيدته كما فعل مع حلفاءه السابقين مستخدما كافة أنواع الإغراءات حتى سيطر عليهم وأعاد الصراع الدامي من جديد، أما أن يكون هناك رد فعل مغاير من جانب السلطة التنفيذية الموحدة وترفض مثل هذه الإغراءات.