نيكولاي ملادينوف مبعوثا أمميا إلى ليبيا.. هل يكون حجر العثرة أمام الأطماع التركية؟

0
69

مهام عديدة تنتظر المبعوث الأممي الجديد إلى ليبيا، نيكولاي ملادينوف، فعلى الرغم من حساسية الوقت الذي جاء فيه، إلا أنه بات أمامه عدة تحديات أهمها التدخل التركي السافر في الشأن الليبي، واستمرار إرسال المرتزقة السوريين لقتال الجيش الوطني الليبي، في ظل الاتفاق على وقف إطلاق النار.

ويبدو أن الفترة القادمة ستكون الأسوأ بالنسبة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان في ليبيا، خاصة  وأنه يحاول الضغط بإرسال المرتزقة، كعادته يرغب في الحصول على أقصى مكسب في الصراعات من خلال الوصول لقمة التصعيد، إلا أنه سيواجه الآن أزمة حقيقة تمثلت في مواجهته لأوروبا بأكملها، التي تبحث عن أي سبيل لردع “بلطجته” في شرق المتوسط.

الوافد الجديد “ملادينوف” سيسعى فور وصوله إلى البحث عن حل للأزمة الليبية، لكن بعيدا عن أعين أردوغان وتابعيه، وسيكون أول ما سيقوم بتفعيله، تهميش محاولات السيطرة التركية على الغرب الليبي، خاصة وأن هناك رغبة ملحة لدى الجانب التركي لإجهاض أي محاولات للحوار أو النقاش السياسي لحل النزاع.

وسيعمل المبعوث الأممي الجديد على تفعيل الاتفاق الذي أعلنته اللجنة العسكرية المشتركة في جنيف، والذي يقضي بوقف كامل ومستمر لإطلاق النار في ليبيا، والشروع في حوار سياسي لحل الأزمة، كما سيعمل على تفعيل كافة بنوده التي تقضي بإلغاء الاتفاقات الدولية المبرمة مع دول مثل تركيا، بالإضافة إلى التمسك بطرد القوات التي أرسلها أردوغان.

حل الأزمة الليبية لن يتم قبل الوقف الكامل للتدخل الخارجي في الأراضي الليبية، والتخلص من أي قوات أجنبية من شأنها زعزعة الاستقرار وتعطيل أي اتفاق عسكري سيحدث بين أطراف النزاع، وهو ما يدركه نيكولاي ملادينوف جيدا، وسيعمل على تفادي كل تلك الأمور فور توليه منصبه بشكل رسمي.

سيواجه أردوغان أزمة أخرى، خاصة وأن نيكولاي ملادينوف، لاقى دعما كبيرا من عدد من دول الاتحاد الأوروبي، التي ترفض وتدين ما يفعله أردوغان في شرق المتوسط والتنقيب غير المشروع عن الغاز الطبيعي في المياه الإقليمية اليونانية والقبرصية، وإرساله آلاف المرتزقة إلى ليبيا، لذلك فإن الرئيس التركي لن يواجه مجرد مبعوث أممي جديد للبلاد، وإنما إرادة أوروبية ترغب في كسر أنفه وتقليص سيطرته في تلك المناطق.

محللون يرون أن تعيين ” ملادينوف” يعد مؤشرا إيجابيا وسيكون هناك أيام عصيبة على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في ليبيا، وقال الباحث السياسي الليبي عز الدين عقيل، أن تعيين الدبلوماسي البلغاري سيساعد الأوروبيين في المساهمة في الوصول لحل للأزمة الليبية.

وأضاف “عقيل” أن المبعوث الأممي الجديد سيكون مسؤولا عن المسار الدستوري والأمني والسياسي والإنساني والمرأة، أما فيما يتعلق بالمسارات السياسية، فإنه سيتابع تطوراتها بالسياق القائم حتى رحيل الرئيس الأمريكي دونالد ترمب.