الدعم الإنساني في ليبيا.. محاولات لتخفيف آلام الليبيين بعيداً عن الانقسام السياسي

0
374

مع استمرار الحرب الروسية الأوكرانية والانهيار الاقتصادي، يتفاقم الوضع الغذائي والإنساني في ليبيا في ظل تفاقم الانقسام السياسي وغياب سلطة الدولة.

وعلى مدار أشهر حذرت منظمات دولية من أن ثلث الليبيين يعانون انعدام الأمن الغذائي، ومعاناة أطفال من أمراض سوء التغذية.

وقال تقرير للأمم المتحدة يعاني ثلث الليبيين من انعدام الأمن الغذائي ومن ارتفاع سعر الحد الأدنى للإنفاق على سلة الغذاء بـ16 في المائة، منذ اندلاع الأزمة الروسية الأوكرانية، وفق أحدث تقرير لبرنامج الأغذية العالمي.

وقال تقرير لبرنامج الأغذئية الأممي، إن 13 % من الأسر الليبية لديها فجوة في الأمن الغذائي وأن سعر سلة الغذاء زاد بنحو 164 دولارا منذ فبراير الماضي.

ويقدر برنامج الأغذية العالمي عدد الليبيين الذين يحتاجون إلى مساعدات إنسانية بنحو مليون و300 ألف شخص، 699 ألفا منهم يعانون من انعدام الأمن الغذائي، وبعضهم يستفيد من مساعدات غذائية يشرف البرنامج على توزيعها شهريا في عدد من مناطق البلاد.

الأمم المتحدة

وحتى أغسطس الماضي، بلغ مجموع المستفيدين من مساعدات البرنامج الأممي في يونيو الماضي مثلا 65989 شخصا، منهم 43992 تلميذا و2950 مهاجرا من المقيمين في البلاد.

وأعلن مكتب منظمة “يونيسف” في ليبيا، برنامجا مسحيا بمشاركة 25 موظفا بوزارة الصحة، ومكتب الإحصاء ومعهد الرعاية الصحية الأولية، لتقييم التغذية للأطفال والنساء ورصد مدى التدهور، والوقاية من الوفيات المرتبطة بالتغذية.

الصليب الأحمر 

وفي ظل تدهور الوضع الإنساني في ليبيا، تقدمت دول وسفارات عدة بمساعدات إنسانية، ففي يوليو الماضي، أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في ليبيا توزيع مساعدات نقدية لدعم 3000 أسرة ليبية لسداد إيجار 4 أشهر.

وأشار الصليب الأحمر: “الأسر المستفيدة من الدعم في زليتن ومصراتة والخمس.. استفاد 50 ألف نازح داخلي في جميع أنحاء ليبيا من المساعدات”.

وقبلها في يناير، أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر تقديم مساعدات نقدية ​لأكثر من 7200 عائلة نازحة في ليبيا، لمساعدتهم على تحمل تكاليف الإيجار الباهظة.

وأوضحت اللجنة أن النازحين لا يزالون يعانون عواقب النزاع حتى بعد توقف القتال. والوضع الاقتصادي المتدهور الذي يزيد الأمر سوءاً.. وتعهد الصليب الأحمر بمواصلة الوقوف إلى جانب الفئات الأكثر ضعفًا في ليبيا في العام 2022 لمساعدتهم على تأمين احتياجاتهم الأساسية والحفاظ على كرامتهم.

وقدمت المنظمة الإنسانية الدولية، التي تتخذ من جنيف مقراً لها، مساعدات إنسانية لـ647 عائلة متضررة في مناطق أبونجيم، زمزم وأبوقرين، مطلع ديسمبر الجاري.

وشملت المساعدات التي قُدمت بالتعاون مع جمعية الهلال الأحمر الليبي، سلات غذائية ومواد نظافة؛ وذلك لدعم صمود هذه العائلات.

السفارة الإيطالية

ومن بين الجهات المانحة السفارة الإيطالية، في نوفمبر الجاري، قدمت دعماً للمزارعين في سبها، معدات ودورات تدريبية لتحسين العمليات باستخدام المعدات الزراعية التي سلمتها السفارة أخيراً.

وفي منتصف يونيو الماضي، سلمت مبادرة تعزيز التوظيف الزراعي في فزان الدفعة الأولى من الآلات الزراعية في ليبيا لدعم المجتمعات الريفية في فزان بتمويل من صندوق الهجرة الإيطالي، بما يهدف إلى تعزيز العمالة الزراعية في سبها بتمويل من صندوق الهجرة الإيطالي ItalyMFA.

وأثناء حادث “بنت بية” في الجنوب الليبي، أرسلت السفارة الإيطالية أدوية مستشفيات سبها وبنت بية، في إطار مبادرتها الثنائية جسر التضامن.

كما سلمت السفارة الإيطالية 14 سيارة إسعاف للمستشفيات المحلية ومراكز الطوارئ في ليبيا، وذلك عبر مبادرة جسر التضامن الممولة من صندوق الهجرة الإيطالي، إلى مستشفيات محلية ومراكز طوارئ في كل من: “صرمان – ترهونة – صبراتة – الرحيبات – البريقة – نسمة – امساعد – الشويرف – سرت – العزيزية – أجدابيا – القبة – وادي عتبة”.

الإمارات

ومن بين الداعمين دولة الإمارات، والتي أكدت دعم الشعب الليبي في نزع فتيل التوترات، وتعزيز مسار العملية السياسية، بما يحقق السلام والأمن والتنمية.

وأكدت السفيرة السفير فوق العادة مفوض معالي لانا زكي نسيبة ، مساعد وزير الخارجية والتعاون الدولي للشؤون السياسية، المندوبة الدائمة للدولة لدى الأمم المتحدة، في لقائها مع عبد الله باتيلي، الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا ورئيس بعثة أونسميل، على دعم الإمارات للشعب الليبي في نزع فتيل التوترات، وتعزيز مسار العملية السياسية، بما يحقق طموحاتهم في إحلال السلام والأمن والتنمية في ليبيا.

وقدمت دولة الإمارات مساعدات غذائية ودوائية، وصلت في بعض الأحيان لتسيير جسر جوي إلى ليبيا، عبر مؤسسة الهلال الأحمر الإماراتي، وأرسلت سلال غذائية إلى الجنوب الليبي، ناهيك عن مساعدات شهرية وغير مشروطة في المناطق المستهدفة في جميع أنحاء البلاد.

ويأتي الدعم الإماراتي امتداداً لمبادرات إنسانية منذ اندلاع الأزمة الليبية، حيث بدأت هيئة الهلال الأحمر جهودها برعاية وإيواء اللاجئين الذين تدفقوا على الجارة تونس في ذروة الأحداث، فأنشأت الهيئة مخيمين للاجئين على الحدود الليبية التونسية، أحدهما في ذهبية والآخر في رأس جدير، وأدارت الهيئة تلك المخيمات بكفاءة عالية واقتدار، ووفرت سبل الراحة والاحتياجات المعيشية والصحية والتعليمية والخدمية لعشرات الآلاف من اللاجئين الذين وجدوا الرعاية والعناية من فريق الهلال الأحمر الذي أشرف على تسيير العمل بتلك المخيمات.

اليابان

كذلك اليابان، حيث رحب برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة في ليبيا بمساهمة قدرها 200 مليون ين ياباني (حوالي 1.53 مليون دولار أمريكي) مقدمة من اليابان لدعم عمليات توزيع المساعدات الغذائية في غرب وشرق البلاد. يهدف هذا المشروع إلى تقديم المساعدة الغذائية لأكثر من 10,000 مستفيد، بما في ذلك الأشخاص الذين يعانون انعدام الأمن الغذائي.

وأكدت حكومة اليابان مؤخراً تقديم مساهمة جديدة بقيمة 0.5 مليون دولار أمريكي لتقديم المساعدة الغذائية لحوالي 8.500 شخص من النازحين والمجتمعات المضيفة والعائدين في جنوب البلاد الذين يعانون من ارتفاع أسعار المواد الغذائية بسبب الحرب في أوكرانيا.

وقالت ميساء الغرباوي، ممثلة برنامج الأغذية العالمي والمدير القُطري في ليبيا: “برنامج الأغذية العالمي ممتن للغاية لحكومة اليابان على هذه المساهمات السخية التي تأتي في وقت حرج يكافح فيه العالم العديد من الأزمات جراء تأثير جائحة كوفيد-19 والصراع في أوكرانيا”.

مصر 

مصر أيضاَ جاءت على قوائم الداعمين، فوفقاً لتوجيهات من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أرسلت مساعدات طبية أكثر من مرة، كان آخرها حادث بنت بية، حيث أرسلت مساعدات طبيبة إلى مطار سبها، وحطت طائرتان عسكريتان محملتين بأطنان من المساعدات الطبية.