لماذا طالب وزير النفط الليبي بتغيير صنع الله؟

0
312

“مصطفى صنع الله لا يستجيب لنا ولا يعتد كثيرا بما نطلبه منه”.. بتلك العبارة لخص وزير النفط والغاز في حكومة الوحدة الوطنية، محمد عون، مطلبه بضرورة بإعادة تشكيل مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط الحالي. 

وأكد وزير النفط والغاز في حكومة الوحدة الوطنية، محمد عون، أن مجلس صنع الله تم تشكيله بصورة مخالفة للقوانين والتشريعات المنشأة للمؤسسة والمنظمة لأعمالها، مؤكداً ضرورة تدارك هذا الأمر تصحيحا للأوضاع. 

وأوصى وزير النفط والغاز، بضرورة معالجة وضع مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط في أسرع وقت، قائلاً إن رئيس مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط الحالي مصطفى صنع الله لا يستجيب لنا ولا يعتد كثيراً بما نطلبه منه.

 وأشار إلى أنه مدعوم من سفارتي أمريكا وبريطانيا، وأن ذلك لا يخفي على أحد، متمسكاً بحقه في طلب تغييره ومجلس إدارته لأن هذا شأن داخلي وعمل سيادي ولا يجب الخضوع لأي ضغوط.

وتورط صنع الله في ملفات فساد، أشار لها عون، حيث لم يتعاون مع مجلس النواب بشأن صفقة بيع حصة شركة “مارثون” الأمريكية في شركة الواحة إلى شركة “توتال” الفرنسية عندما طلبت لجنة الطاقة بالمجلس من المؤسسة معلومات عن الصفقة التي استكملت في العام 2020. 

وسبق وتورط صنع الله، في قضية فساد مع إحدى الشركات الأمريكية المتخصصة في صناعة السيارات المصفحة.

وفي يناير 2020، تعاقدت مؤسسة النفط الليبية، مع شركة Alpine Armoring الأمريكية، لشراء سيارة مصفحة مقاومة لنيران الرشاشات وكذلك الألغام والقنابل اليدوية، تبلغ تكلفتها 371،000 دولار، موجهة إلى الرئيس التنفيذي للمؤسسة بدعوى انه يعمل في وسط تعمه الفوضى والمليشيات والجماعات المسلحة.

ولم يتم تسليم السيارة مطلقًا بسبب عدم حصول الشركة على ترخيص تصديرها اللازم إلى ليبيا من دائرة التجارة الأمريكية.

وفي المقابل لم تُعيد الشركة الأمريكية المُصدرة مبلغ 371 ألف دولار التي تم تحصيلها من صنع الله مقابل بيع السيارة، في وقت اشتكي فيه من قلة تمويل مؤسسة النفط من قبل الدولة الليبية وتأخيرها صرف ميزانيات المؤسسة.

ووفق تقارير، ففي عام 2019 افتتح صنع الله مكتبًا للمؤسسة النفط في هيوستن وهذا المكتب هو الذي كان مسؤولاً عن تنفيذ هذه الصفقة، لذلك طلب عبر محاميه إعادة هذا المبلغ بالإضافة إلى التعويض عن التكاليف ذات الصلة.

وأسس صنع الله مكتب المؤسسة في هيوستن لاستقطاب استثمارات امريكية لصناعة النفط الليبي قبل أن تأتي هذه القضية لتشكل بمثابة فضيحة وتسلط الضوء على جزء من استخدامات ذلك المكتب ومصاريفه وحركة المال به ومنها هذه السيارة الباهظة بعيدًا عن أعين الجهات الرقابية الليبية التي كانت قد شككت في جدوى تأسيس فرع هيوستن علاوة على مخالفته قانون تأسيس مؤسسة النفط أصلًا، ناهيك عن قضايا فساد وتقارير تنظرها الهيئات الرقابية في ليبيا. 

وعلق رئيس حكومة الوحدة الوطنية، عبد الحميد الدبيبة، الجمعة، على طلب وزير النفط والغاز محمد عون، بتغيير مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط برئاسة مصطفى صنع الله. 

وقال دبيبة، في حوار مع وكالة “بلومبرغ”، نشرته اليوم، إنه لم يدرس بعد اقتراح وزير النفط والغاز محمد عون حول تغيير مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط برئاسة مصطفى صنع الله، مضيفاً: صنع الله قد يتغير وقد لا يتغير، كل شيء ممكن وستكون هناك بعض التغييرات، لكن ليس بالشكل الذي طلبه الوزير.