باتيلي: نسعى لدفع العملية السياسية وإتمام الانتخابات الليبية بتوافق شعبي

0
495
المبعوث الأممي إلى ليبيا عبد الله باتيلي
المبعوث الأممي إلى ليبيا عبد الله باتيلي

أكد الممثل الخاص للأمين العام رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا عبدالله باتيلي سعيه لدفع العملية السياسية في هذه المرحلة عبر انخراط الأطراف الرئيسية في الحوار.

وكشف باتيلي، في مقابلة مع مجلة جون أفريك الفرنسية، السبت، إعلانه في 23 نوفمبر صياغة اقتراح جديد بعد مناقشات متعمقة مع جميع الأطراف المعنية.

وأوضح باتيلي، أنه طلب من جميع المسؤولين تعيين ممثلين سيكونون مسؤولين عن المشاركة نيابة عنهم في الاجتماع التحضيري الذي يهدف لمراجعة جميع النقاط العالقة التي لا تزال تمنع تنظيم الانتخابات من أجل الإعداد لمؤتمر يشارك فيه القادة أنفسهم.

ويعتقد المبعوث الأممي أن هذا يعد تقدماً لأنها المرة الأولى منذ فشل انتخابات ديسمبر 2021 التي يجرى فيها وضع إطار دستوري وقانوني لتنظيم الانتخابات.

وأكد باتيلي إجراءه في الوقت نفسه مقابلات مع أعضاء مؤثرين آخرين في المجتمع الليبي، لضمان أخذ مقترحاتهم في الاعتبار، ويشمل ذلك ممثلي الأحزاب السياسية والجهات العسكرية والأمنية والأعيان وزعماء القبائل والأكاديميين، وكذلك ممثلون عن المجتمع المدني، خاصة النساء والشباب.

وعاد المبعوث الأممي إلى القوانين الأخيرة التي أصدرتها لجنة (6+6)، وأصدرها مجلس النواب، حيث قال إن من بين ما نصت عليه تشكيل حكومة موحدة قبل تنظيم الانتخابات.

واستدرك: “لا يوجد اتفاق بين مختلف الجهات على ذلك، لذا يعتزم مجلس النواب تعيين هذه الحكومة”، مضيفاً أن المشكلة أن مجلس النواب فعل ذلك بالفعل من خلال إنشاء حكومة فتحي باشاغا، ولم تنجح على الإطلاق.

وأفاد المبعوث الأممي بأن المشكلة الأمنية في ليبيا تتمثل في عدم وجود جيش وطني موحد يمكنه السيطرة على كل المناطق، مؤكداً أن الميليشيات تلعب دوراً مهيمناً، خاصة في الغرب الليبي.

وكشف الشروع في حصر المجموعات المسلحة، وتقييم عددها ونوعية أسلحتها، والمناطق التي تعمل فيها، بهدف تنظيم انسحابها، وتأمين جنوب البلاد من توغلاتها، منبهاً إلى الحصول على نتائج مثيرة للاهتمام فيما يتعلق بالحفاظ على وقف إطلاق النار.

وتطرق باتيلي إلى الفيضانات العارمة التي شهدتها درنة، والتي تسببت في مقتل الآلاف، متأسفاـ لكون كارثة هذه المدينة من أعراض الوضع القائم في البلاد.

وتابع: “عندما ضربت العاصفة المدينة هرع العالم كله للمساعدة، وأظهر سكان المناطق الليبية الأخرى تضامنهم، لكن الطبقة السياسية كانت غير قادرة على الاتحاد والتنسيق”.

وانتقد المبعوث الأممي ما يجري في ملف إعادة الإعمار. فعلى الرغم من امتلاك ليبيا الوسائل والإمكانات المادية، فإنه مرة أخرى، كل شخص يتصرف في زاويته الخاصة. تعلن كل سلطة ميزانية مخصصة للعملية، وتطالب البنك المركزي بنصيبها منها، الأمر الذي يدل على عدم الشعور بالمسؤولية لدى الطبقة السياسية.

وأقر باتيلي بصعوبة مهمته في ليبيا، مضيفاً: “لقد فعل أسلافي ما في وسعهم، وأنا بنفسي سأبذل قصارى جهدي”، مؤكداً أنه سيحاول تنظيم انتخابات، لكن الأمم المتحدة لا تريد أن تؤدي هذه العملية إلى مزيد من عدم الاستقرار أو إلى إراقة مزيد الدماء.

وشدد على ضرورة أن يقرر الليبيون وحدهم، ولكن لكي يحدث هذا، يجب على قادة هذا البلد أن يقرروا تحمل مسؤولياتهم. هذا هو المطلوب، وليس كما يرددون مرارًا وتكرارًا أن التدخلات الخارجية تمنع ليبيا من الخروج من الأزمة التي تعانيها منذ 12 عاما.