استعرضت نائبة الممثل الخاص للأمين العام في ليبيا والقائمة بأعمال رئيس البعثة ستيفاني خوري، استراتيجية عملها في ليبيا في الفترة المقبلة، وسط تساؤلات من الليبيين هل تكون مثل سابقيها وتفشل في حل الأزمة، أم تأتي بجديد؟.
وقالت خوري، في كلمة مرئية نشرتها البعثة الأممية أمس الأول الاثنين، في أول تصريح إعلامي لها منذ توليها رئاسة البعثة بالإنابة في أعقاب استقالة الممثل الخاص السابق، عبد الله باتيلي، إن البعثة ملتزمة بمساندة الليبيين على تجنيب البلاد مخاطر الانقسام والعنف وهدر الموارد، من خلال تيسير عملية سياسية شاملة، يملكها ويقودها الليبيون أنفسهم، بمن فيهم النساء والشباب ومختلف المكونات.
وأضافت أن البعثة، وفي انتظار تعيين ممثل خاص جديد، “ملتزمة كذلك بالعمل على دعم إجراء انتخابات وطنية شاملة حرة ونزيهة لإعادة الشرعية للمؤسسات الليبية،” وأنها ستواصل دعم عملية مصالحة وطنية شاملة، واستكمال تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، ومعالجة انتشار الأسلحة، وتحسين وضع حقوق الإنسان وسيادة القانون.
وأشارت خوري، إلى أن “الشعب الليبي عانى بما يكفي من غياب الاستقرار والتنمية، وهو يواجه اليوم ظروفاً معيشيةً صعبةً”، معتبرة أن الوقت قد حان لوضع حد لهذه المعاناة، داعية الجميع إلى العمل “من أجل وحدة وسيادة واستقرار وازدهار ليبيا”.
وأعربت المسؤولة الأممية عن سعادتها بالعودة إلى ليبيا التي عملت بها بين عامي 2011 و 2013، قائلة إنها ستسعى إلى “مساندة الشعب الليبي في تحقيق تَطلعاتهِ إلى السلام والاستقرار والديمقراطية.
ولفتت إلى أن ليبيا، بنسيجها الثقافي الغني والمتنوع، لها مكانة خاصة في قلبها، وأن هذه المكانة ستكون حافزاً لها “للقيام بالمهمة التي ينتظرها الليبيون من الأمم المتحدة”.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، عين خوري مطلع شهر مارس الماضي في منصبها الجديد قادمة إليه من بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان حيث كانت تشغل منصب مديرة الشؤون السياسية. وحلت خوري بليبيا في 24 أبريل الماضي قبل أن تتولى رئاسة البعثة بالإنابة يوم 16 مايو.
ويتوقع بعض المراقبين أن تعمل خوري، على عقد ملتقى حوار ليبي، على غرار رئيسة البعثة بالإنابة السابقة ستيفاني وليامز، والذي أفرز السلطة التنفيذية الحالية.
ويرى الباحث الدستوري والسياسي، محمد محفوظ، أن خوري، الآن في مرحلة استكشاف ودراسة الملف الليبي وفهم المواقف من قبل الأطراف وبالتالي مسألة الحديث عن اختراق في المسار السياسي في الوقت الحالي ليس واقعياً.
ولفت محفوظ، إلى الاتفاق الثلاثي بين رئيس مجلس النواب عقيلة صالح، ورئيس المجلس الأعلى للدولة محمد تكالة، ورئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، الذي تم في مارس الماضي برعاية جامعة الدول العربية.
وأشار محفوظ، إلى أن خوري، ستحاول إعطاء فرصة لإحياء هذا المسار ولو فشل ربما تكون هناك مسارات بديلة بيد البعثة.
من جهة أخرى قال المرشح الرئاسي في ليبيا، سليمان البيوضي، إن “اللقاءات التي تعقدها ستيفاني خوري، هي لقاءات استكشافية ولتشكيل رؤية خاصة بها للوضع، وليس المطلوب فيها تحقيق اختراق في الانسداد السياسي بل هي بمثابة زرع ثقة بين الأطراف”.
وأضاف البيوضي، في تصريحات صحفية أنه “في كل الأحوال، ستيفاني خوري في حاجة للقاء مع الجميع دون تمييز أو إقصاء إن كانت لديها رغبة في تحقيق تقدم في العملية السياسية في ليبيا”، معرباً عن أمله ألّا تعيد تجربة باتيلي السيئة، الذي حصر نفسه في سياسة الدفاع عن حكومة الوحدة برئاسة عبد الحميد دبيبة وبعد فشله اتهم الليبيين بالإخفاق”.
وأكد البيوضي أن “خوري قادرة على فعل ما فشل فيه باتيلي لو استوعبت خصوصية الأمة الليبية وتعاملت مع الجميع ووجدت الاعتراف الدولي بها وبمخرجات الحل الذي تقدمه، اليوم الوضع السياسي جاهز لقبول الحل، المهم أن تملك هي زمام المبادرة”.