ليبيا وتونس والجزائر في قمة ثلاثية.. ما وراءها؟ ولماذا غابت المغرب وموريتانيا؟

0
178

يأتي الإعلان عن تحالف ثلاثي بين ليبيا والجزائر وتونس، ليغير حالة الركود المسيطرة على العلاقات بين البلدان الثلاث. 

والأمس الإثنين، انعقدت قمة تشاورية ثلاثية جمعت الرئيس التونسي قيس سعيد، والرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون، ورئيس المجلس الرئاسي الليبي، محمد يونس المنفي.

وتضمن البيان الختامي للاجتماع التشاوري الأول الذي تلاه وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج، نبيل عمار، اتفاق قادة هذه الدول على تكوين فرق عمل مشتركة يعهد إليها تنسيق الجهود لحماية أمن الحدود المشتركة من أخطار وتبعات الهجرة غير النظامية، وغيرها من مظاهر الجريمة المنظمة، وفق مقاربة تشاركية. 

وأكد البيان على الرفض التام للتدخل الأجنبي في الشأن الليبي، وإدانة الجرائم التي يركبها الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني والمساندة التامة لحصول دولة فلسطين على العضوية التامة في منظمة الأمم المتحدة. 

كما تم الاتفاق على تكوين فريق عمل مشترك لصياغة آليات لإقامة مشاريع واستثمارات كبرى مشتركة في مجالات وقطاعات ذات أولوية على غرار إنتاج الحبوب والعلف وتحلية مياه البحر وغيرها من المشاريع. 

واتفق رؤساء الدول الثلاث على التعجيل بـ”تنفيذ مشروع الربط الكهربائي بين تونس، وليبيا، والجزائر، وتطوير التعاون وتذليل الصعوبات المعيقة لانسياب السلع وتسريع إجراءات تنقل الأفراد وإقامة مناطق تجارية حرة بينها”.

وفي ختام الاجتماع تقرر “تكوين نقاط اتصال” لمتابعة تنفيذ ما تم الاتفاق عليه من قبل قادة هذه الدول تمهيداً لعقد الاجتماع التشاوري القادم.

وتأتي القمة الثلاثية وسط جمود آليات عمل اتحاد المغرب العربي منذ التسعينيات، لكنها بمثابة انفراجة في ظل تحديات جيوسياسية تواجهها المنطقة، حيث يعول مراقبون على أن تؤدي مخرجات هذه القمة إلى “تحقيق تكامل اقتصادي بين الدول الثلاث لما تزخر به من إمكانات مهمة ستعود بالنفع على شعوب المنطقة”. 

البعض اعتبر الاتفاق وتوحيد الجهود خطوة مهمة، من شأنها حلحلة مشكلات الحدود العالقة بين البلدان الثلاثة، والتوصل الآليات من شأنها الحد من الهجرة غير الشرعية التي تهدد الإقليم ككل، ويعزز ذلك وجود رغبة من تونس وليبيا والجزائر في تحقيق قدر من التكامل وتوحيد المواقف إزاء عدد من القضايا الإقليمية المشتركة. 

الاتفاق الثلاثي، بدأ التنسيق له منذ مارس 2024، حين اتفق القادة الثلاثة على هامش قمة الغاز بالجزائر على عقد لقاء مغاربي، كل ثلاثة أشهر، يكون الأول في تونس بعد شهر رمضان. 

وخلال اللقاء بحث الرؤساء الأوضاع السائدة في المنطقة المغاربية، وضرورة تكثيف الجهود وتوحيدها لمواجهة التحديات الاقتصادية والأمنية، بما يعود على شعوب البلدان الثلاثة بالإيجاب.

ودافع وزير الخارجية الجزائري، أحمد عطاف، حينها، عن هذه المبادرة، معتبراً أنها تأتي “لملء فراغ”، بينما “لا يقوم اتحاد المغرب العربي بأي نشاط”.

وأكد الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون، في بداية أبريل 2024، أن هذا التكتل ليس موجهاً ضد أي جهة كانت، وأن الباب مفتوح لدول المنطقة ولجيراننا في الغرب أي المغرب.

وتنعقد القمة الثلاثية وسط جمود آليات عمل اتحاد المغرب العربي منذ التسعينيات، وتوتر في العلاقات الجزائرية – المغربية، وفتور في علاقات تونس بالمغرب، وغياب موريتانيا.

وتزامن اللقاء الثلاثي مع استمرار إغلاق معبر رأس الجدير منذ شهر، وهو الشريان الحيوي للمبادلات التجارية بين تونس وليبيا، ومع تدفق آلاف المهاجرين القادمين من أفريقيا جنوب الصحراء، إلى تونس عبر الحدود الجزائرية.