تناقض في التصريحات.. ما هي استراتيجية حكومة الوحدة في التعامل مع الميليشيات؟

0
4736

تتناقض تصريحات مسؤولي حكومة الوحدة الليبية حول التعامل مع الميليشيات في العاصمة طرابلس، ما يثير التساؤلات حول استراتيجيتها في التعامل معها ومدى سيطرتها عليها.

وبعد أن صرح رئيس الحكومة عبد الحميد دبيبة بأن الميليشيات جزء من أمن البلاد ويعملون تحت إدارة الحكومة، خرج وزير الداخلية المكلف عماد الطرابلسي ليتعهد بإخراجهم من طرابلس بعد شهر رمضان المقبل بسبب الفوضى التي يحدثونها.

وجاءت تصريحات الطرابلسي في مؤتمراً صحفياً بخصوص سير التحقيقات في مجزرة أبوسليم، التي وقعت السبت الماضي والتي قتل خلالها 10 أشخاص تعود تبعية بعضهم إلى جهاز دعم الاستقرار، داخل منزل بالقرب من مسجد أبوشعالة على يد مجموعة مسلحة مجهولة الهوية.

وقال الطرابلسي إنه سيجرى إخلاء العاصمة طرابلس من كل التشكيلات المسلحة بعد شهر رمضان المقبل، مشدداً على ضرورة ألا يؤثر أي خلاف سياسي على أمن الليبيين.

وأوضح الطرابلسي: وصلنا إلى بعض الاتفاقات، بعد عدة مشاورات مع الأجهزة الأمنية في طرابلس استغرقت الشهر، على أنه خلال الفترة المقبلة سيجرى إخلاء العاصمة من جميع الأجهزة الأمنية، ويبدأ التنفيذ بعد شهر رمضان المبارك.

وأكد الطرابلسي أنه لن يكون في الشوارع إلا البحث الجنائي والنجدة والمرور ومراكز الشرطة، مشيراً إلى أن الأجهزة المنسحبة هي: جهاز الأمن العام، وجهاز الردع، والشرطة القضائية، وجهاز دعم الاستقرار، واللواء 444 قتال، واللواء 111، وقوة دعم المديريات.

وأشار إلى أن جميع هذه القوات سترجع لثكناتها ومقراتها، لافتاً إلى أنه سيجرى تأمين مؤسسات الدولة والشارع بواسطة عناصر ومراكز وأقسام الشرطة التابعة لمديرية أمن طرابلس، والاكتفاء ببعض التمركزات التي فيها ضعف.

وزعم الطرابلسي، أن هناك من يثير الفتنة في المنطقة الغربية، ويحرض على العنف، حيث يُحاك بالمنطقة الغربية الكثير من المؤامرات، للتحريض على العنف بين الليبيين، مشدداً على أنه لا ينبغي أن يؤثر أي خلاف سياسي على أمن الليبيين، لأن هذا أمر لا يمكن أن يستمر مطلقاً.

وكان رئيس حكومة الوحدة عبد الحميد دبيبة صرح في وقت سابق بأن الميليشيات بدأت تتدرب على السلاح والتعامل مع المواطنين في الشرطة والجيش، مشيراً إلى أنهم تم بناؤهم في البداية على أساس “ميليشياوي” لكن اليوم أصبحوا جزاء مهماً من أمن ليبيا.

وقال دبيبة إن الميليشيات ليسوا ميليشيات في الحقيقة بل البعض يسميهم بهذا الاسم، ولا يمكن التفرقة بينهم وبين من يتخرجون في حفلات التخرج والتدريب للمؤسسات الأمنية والعسكرية، مشيراً إلى أنهم يحمون الحدود الليبية وهم الآن تحت مظلة رسمية.

وأكد دبيبة: “نحن نقود الميليشيات وهم يحترمون أوامرنا وتبع الجيش الليبي ورئاسة الأركان ويستمعون للقائد الأعلى ووزير الدفاع”.

ويرى مراقبون أن تصريحات الطرابلسي حول إخراج الميليشيات من طرابلس هي محاولة لتهدئة الشارع الليبي الغاضب من حالة الفوضى الأمنية في العاصمة طرابلس والتي كان آخر نتائجها مجزرة أبو سليم.

كما يرى المراقبون أن الميليشيات في غرب ليبيا بالكامل سواء في طرابلس أو باقي المدن خارجة عن سيطرة حكومة الوحدة وأنها تدين بالولاء فقط في الوقت الحالي لحكومة الوحدة بسبب الدعم المالي الذي تتلقاه منها.