بنية تحتية منهارة وخدمات شبه منعدمة وتراجع مذهل في شتى النواحي، هكذا هو الحال في ليبيا، فعلى الرغم من الوعود الرنانة التي وعدت بها حكومة الوحدة الوطنية المنتهية ولاتيها في البلاد منذ توليها السلطة، لم تُنَفذ أي وعود.
انصب تركيز القائمين عليه على المسكنات لأمراض الوطن المزمنة، دون التطرق لعلاج حقيقي وفعال لها، مما أدى إلى كارثة بيئية قتلت الآلاف والآلاف من أبناء الشعب الليبي، الذي يعاني الأمرين منذ أكثر من عقد من الزمان.
ففي شرق البلاد، وتحديدا في درنة وعدد من المدن الساحلية، ضربها إعصار دانيال المدمر، فجعل عاليها سافلها، فلم تتمكن البنية التحتية من مواجهة سيل الفيضانات القاتل الناجم عن الإعصار، وإذا كان هذا هو الحال مع موجة طقس سئ جاءت في فصل الصيف، فكيف سيكون الوضع في الشتاء؟
يبدو أن الكارثة لم تأتي بعد، فتأخر حكومة الوحدة الوطنية في صرف المخصصات اللازمة لصرف مياه الأمطار والفيضانات، وترميم السدود المائية المتهالكة، يهدد بكارثة تفوق كارثة إعصار دانيال بمرات عديدة، خاصة مع حلول فصل الشتاء، واستمرار هطول الأمطار وتكرار الأعاصير.
برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بدأ مشروعا موسعا؛ لتقييم الأوضاع في ليبيا، تجنبا لكارثة طبيعية جديدة من خلال بيانات موثقة عبر الأقمار الصناعية، استعدادا لموسم الأمطار القادم بعد الكارثة التي شهدتها البلاد، عقب الفيضانات التي خلفت آلاف الضحايا والمفقودين.
التقديرات التي أعدها البرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، جاءت استنادا إلى أحدث صور الأقمار الصناعية وبيانات الوصول المفتوح الصادرة عن مركز الأمم المتحدة للأقمار الصناعية ووكالة ناسا والاتحاد الأوروبي.
تلك التقديرات أشارت إلى أن الفيضانات خلفت وراءها أكثر من مليون طن من الحطام، أي ما يعادل الحجم اللازم لملء 65 ملعب كرة قدم.
ووفق التقرير ستضمن البيانات الموثوقة تقديم المساعدة بسرعة وفي الأماكن التي تشتد الحاجة إليها، حيث يقوم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بجمع صور الأقمار الصناعية التي ستكون مُتاحة للجميع، وسيتم دعمها بزيارات ميدانية، بحيث يمكن للتخطيط على المدى القصير والطويل أن يُلبي احتياجات المواطنين الليبيين على أفضل وجه.
الأمم المتحدة أطلقت نداءا لجمع 71 مليون دولار أمريكي؛ لتوفير الدعم الإنساني ودعم الإنعاش المبكر لنحو 250 ألف شخص في ليبيا ونشر فرق مُتخصصة لدعم صندوق إعادة إعمار بنغازي درنة، جراء الفيضانات.