قصة بطولية سطرتها أم ليبية خلال الفيضانات التي اجتاحت مدن شرق ليبيا جسدت فيها كل معاني الأمومة والتضحية من أجل يعيش أبنائها.
القصة وثقها الناشط الليبي أشرف قويدر، والذي أوضح في مقطع فيديو عبر حسابه بموقع فيسبوك، أنه بمجرد اجتياح السيول العارمة والفيضانات منزل العائلة في درنة بادرت الأم الليبية بالعمل على نجاة أبنائها الخمسة.
وذكر أن الأم الليبية قامت مع زوجها بنقل أبنائهم إلى سطح المنزل، وراحت الأم تمرر أولادها من الطابق الأرضي بالمنزل إلى والدهم الذي كان ينتظر لالتقاطهم في الأعلى.
ويتابع الناشط الليبي، أنه بعد أن تمكنت الأم من تمرير أبنائها الخمسة، بإيصال آخر أطفالها وهو رضيع في شهره السادس، باغتتها السيول وجرفتها حتى اختفت عن الأعين.
ولم يتم العثور على جثمان الأم الليبية حتى الآن، إلا أن فرق البحث الإنقاذ تواصل البحث في الأنحاء القريبة من المنزل على أمل إيجادها.
كما تحدث ابن شقيقة الفقيدة قائلا إنها أنقذت أولادها الخمسة، قبل أن تجرفها السيول الشديدة، بالنظر إلى مكان سيارة العائلة التي رمت بها السيول بعيداً عن المنزل.
وتسبب إعصار دانيال الذي ضرب في الـ 10 من سبتمبر الجاري مدناً عدة في شرق ليبيا، في سيول وفيضانات ودمار عدة مناطق لاسيما مدينة درنة التي كانت الأشد ضرراً حيث دمر نحو ثلث المدينة.
وراح ضحية الفيضانات أكثر من 4 قتيل وفقد نحو 10 آلاف آخرين، وتسببت في نزوح أكثر من 40 شخص من المناطق المتضررة بشرق ليبيا.
وتتواصل جهود فرق البحث والإنقاذ المحلية والأجنبية في مدينة درنة، لانتشال جثث الضحايا والتعرف عليهم بعد فقدان الأمل في العثور على ناجين تحت الطمي والأنقاض.
