أقارب المسؤولين ومسنين وأطفال.. قوائم الإيفاد للدراسة بتركيا تكشف عن فساد كارثي بوزارة التعليم العالي

0
200

كشفت قوائم وزارة التعليم العالي بحكومة الوحدة الليبية بإيفاد 1895 طالباً للدراسة في تركيا خلال العام الجاري 2023، عن فساد كبير وصف بالتاريخي والكارثي، لما احتوته من أسماء لأقارب المسؤولين وقادة الميليشيات وأطفال ومسنين وغيرهم من غير المتفوقين الذين لا يستحقون الإيفاد للدراسة في الخارج.

واشتملت قوائم الموفدين على أسماء أقارب وزير التعليم العالي عمران القيب، ومسنة عمرها 74 سنة لدراسة الكومبيوتر بمنحة قيمتها 2750 دولار شهرياً، وطالبة عمرها 19 سنة لدراسة الماجستير في الطب.

كما ضمت القوائم على اسم “أماني الشركسي” شقيقة أحمد الشركسي، صهر رئيس حكومة الوحدة عبد الحميد دبيبة، براتب 7 آلاف يورو، و “محمود الطرابلسي” شقيق وزير الداخلية المكلف بحكومة الوحدة عماد الطرابلسي، بشهادة ثانوية وبراتب حوالي 15 الف دينار شهرياً.

واحتوت القوائم أيضاً على اسم “العابد مفتاح العابد” ابن عم عضو مجلس النواب عن حي الأندلس مصعب العابد مواليد 2001، براتب 7 آلاف يورو لاستكمال مرحلة التعليم الثانوي، و “فاطمة الككلي” شقيقة الميليشياوي غنيوة الككلي آمر جهاز الدعم و الاستقرار، والتي يبلغ عمرها 70 عام، براتب 7 آلاف يورو.

وأثارت قوائم الإيفاد غضب الليبيين على مواقع التواصل الاجتماعي، لاحتوائها على أسماء أقارب المسؤولين وغير المستحقين في الوقت الذي يمنع فيه المعيدين من الحصول على قرار إيفاد.

وأمام غضب الليبيين حاولت وزارة التعليم العالي عبر صفحتها بموقع فيسبوك تبرئ عمران القيب، وقالت إن هذه القوائم رشحت من قبل مكتب رئيس مجلس الوزراء عبد الحميد دبيبة، وأرسلت إلى الوزارة عبر وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء محمد جمعة، ولم تكن أبداً من ترشيح الوزارة التي كانت حريصة كل الحرص على إضافة عدد محدود من المتفوقين فقط.

وأدعت أن هناك حملة إعلامية تهدف لتشويه سمعة وزير التعليم العالي عمران القيب، وأن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي لا تملك صلاحية الرفض لتعليمات رئيس الحكومة، مشيرة إلى أن المعيدين تم توفير لهم تخصصات الدراسات العليا بالداخل.

وذكرت الوزارة أن القوائم تضم بعض الأسماء من أسر الشهداء والجرحى وبعض مرضى التوحد وغيرهم من الفئات التي رأت حكومة الوحدة الوطنية أولوية إيفادهم.

من جهة أخرى أصدر رئيس جامعة ‎طبرق وعضو المجلس الأعلى للتعليم العالي حسن خيرالله، بيان حول قوائم الايفاد، والتي وصفها بالفساد الكارثي التاريخي الذي لم يسبق و أن حصل بهذا الشكل في ملف الإيفاد.

وعبر حسن خير الله، عن أسفه من أن تشكل اللجان طيلة السنوات الماضية لحصر حملة الماجستير المعيدين والأوائل، وفي النهاية تخرج هذه القوائم ويكون غرض اللجان المماطلة وإسكات أصحاب الحق.

وأشار إلى أن أشخاص لديهم قرارات إيفاد خارجية أُجبروا على تغيير مسارهم للداخل، لافتاً إلى أن هذا سيؤثر سلباً على جودة التعليم بينما من لا يستحقون تصدر لهم تفويضات مالية.

ودعا رئيس جامعة طبرق النائب العام وديوان المحاسبة والرقابة الإدارية ورئاسة الوزراء للتحقيق العاجل ومحاسبة كل المسؤولين عن هذا الفساد.

كما دعا زملائه بالمجلس الأعلى للتعليم للاجتماع العاجل لاتخاذ موقف حاسم، مشيراً إلى أن جامعة ومدينة طبرق تتكفل باستضافة ورعاية الاجتماع في أسرع وقت.