استعصت الأزمة الليبية أمام كل المبادرات واللقاء والاجتماعات والقرارات التي اتُخذت لحلها، فانقسمت ليبيا الموحدة لشرق وغرب، كل منهما له حكومة، ففي الشرق عَين مجلس النواب حكومة جديدة، بعدما وجد أن حكومة باشاغا لم تقدم أي جديد، بينما في الغرب، تسيطر حكومة الوحدة برئاسة عبد الحميد دبيبة على الأمور.
لعب مجلس النواب، منذ اندلاع الأزمة الليبية، دورا بارزا في مواجهة ما شهدته الدولة من عدوان آثم من قبل الجماعات المتطرفة واستقرار البلاد، ولكنها لم تكن فعالة، وكانت قراراته على الورق، كتشكيل حكومة أو لجان، أو من خلال إصدار البيانات للتنديد والشجب.
وخلال تلك الفترة، مع زيادة حدة الانقسام، شَكل مجلس النواب، العديد من اللجان، فخصص لجنة لكل شئ، ولكن، رغم أهداف إنشاء تلك اللجان والرغبة في أن تقدم دور فعال في إنهاء الأزمة، إلا أنها لم تقدم أي جديد، وظل الوضع كما هو.
في ديسمبر 2021، شكل المجلس لجنة للتواضل مع مفوضية الانتخابات للتنسيق بشأن الانتخابات، وبعد تعثر تلك اللجنة، أصدر رئيس مجلس النواب المستشار عقيلة صالح، قرار بإنشاء لجنة جديدة لوضع خارطة الطريق، ومع الأسف، اللجنتين لم تقدما أي جديد.
لم تمر أيام، حتى يصدر قرار من مجلس النواب، بتشكيل لجنة لمراجعة قانون نظام القضاء، فأجرت الاجتماعات، وخرجت بتوصيات، ولكن جميعها بلا قيمة أو تأثير، وفي 4 يناير 2022 شكل لجنة متابعة المؤسسات، وبعدها اللجنة الوطنية العليا.
بعدها بيومين فقط، شكل مجلس النواب، لجنة إنجاز الانتخابات، وهي لجنة مختصة بشؤون الانتخابات وشبيهة باللجنة التي تم تشكلها قبلها بشهرين فقط، وفي 1 فبراير 2022 تم تشكيل لجنة لتقديم مقترح بتعديل الإعلان الدستوري، و8 أبريل 2022، لجنة لمراجعة النقاط محل الخلاف في مشروع الدستور.
وتوالت اللجان، ففي 2 نوفمبر 2022، شكل المجلس لجنة الصداقة البرلمانية مع قطر، وفي 4 نوفمبر 2022 شكل لجنة وضع آلية لتوزيع الثروة.
وخلال الاشهر الستة الأخيرة، ورغم عدم فاعلية كل اللجان التي شكلها البرلمان الليبي، إلا أنه شكل لجنة للتوزيع العادل للنفط، الهدف منها متابعة إنتاج النفط وأرباحه وعدالة توزيعها، بالإضافة إلى تشكيل لجنة 6+6، وهي اللجنة التي دخلت في مفاوضات مع مجلس الدولة للوصول إلى القوانين المنظمة للانتخابات.
حتى الآن وبعد تشكيل هذا الكم الهائل من اللجان، لا يوجد أي تغيير في كل ملف من الملفات التي أنشئ من أجله اللجان، فهي دائما تجتمع وتخرج بتوصيات وقرارات، ومازال الواقع ثابت كما هو.