الصحافة في ليبيا.. انتهاكات للحرية

0
122

يتعرض الصحفيون في ليبيا يومًا تلو الآخر لانتهاكات لا تتوقف، من بينها الاعتداء الجسدي والتهديد والترويع، ما يضع ليبيا في أكثر الدول انتهاكًا لحرية الصحافة والصحفيين. 

المنظمة الليبية للإعلام المستقل رصدت 21 انتهاكاً ضد الصحفيين في ليبيا في تقريرها السنوي لعام 2023، تنوعت من اعتداءت على صحفيين، وانتهاكات للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، وقوانين وإجرءات غير متوافقة مع المعايير الدولية لحرية الصحافة، ومنع من التصوير أو التغطية الإعلامية.

التقرير الذي رصد الانتهاكات ضد حرية الصحافة في ليبيا شمل الفترة من 15 مايو 2022 إلى 15 مايو 2023. 

واستعرضت المنظمة تقريرها ضمن فعاليات الندوة الصحفية الدور الحكومي والمجتمعي في تعزيز حرية الصحافة في ليبيا، التي نظمتها الهيئة العامة لرصد المحتوى الإعلامي وبلدية مصراتة وكلية الإعلام بجامعة مصراتة، اليوم السبت، بمدرج كلية الفنون والإعلام بجامعة مصراتة.

وتصدّرت الانتهاكات الخاصة بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية للصحفيين والمتمثلة في عدم دفع مستحقاتهم المالية من قبل إدارات المؤسسات الإعلامية التي عملوا بها قائمة الانتهاكات المرصودة بنسبة 47%، وحلّ المنع من التصوير أو التغطية الإعلامية في المرتبة الثانية بنسبة 16%.

وفي المرتبة الثالثة جاء الانتهاك المتعلق بتقديم شكاوى تشهير في حق الصحفيين أو التهديد برفعها بسبب أعمالهم الصحفية، وكذلك التهديد والمضايقة، والاعتداء الجسدي بنسبة 10.5%، وجاءت مصادرة أجهزة شخصية أو مواد صحفية في المرتبة الرابعة بنسبة 5.5%.

وشكلت نسبة الصحفيين الليبيين الذين تعرضوا للانتهاكات 84%، أما الجنسيات الأخرى فشكلت نسبة 16%، وكان للمرأة الصحفية نصيب من هذه الانتهاكات بنسبة 26%، مما يعني استمرار استهداف المرأة الصحفية في ليبيا وانتهاك حقوقها.

وكانت الغالبية من الصحفيين المتعرضين للانتهاكات من العاملين في المؤسسات الإعلامية الخاصة بنسبة 79%، مقابل 21% للعاملين في المؤسسات الحكومية، وفق تقرير المنظمة الليبية للإعلام المستقل.

وتركزت الانتهاكات في مدينة طرابلس بنسبة 53%، ثم مدينة بنغازي بنسبة 11%، ثم مدينة صبراتة ومدينة طبرق بنسبة 5% من إجمالي الانتهاكات.

وبحسب التقرير، هناك 56 % من الصحفيين الذين وقعت عليهم الانتهاكات بسبب أعمالهم الصحفية لا يرغبون في ذكر أسمائهم ولا تفاصيل الانتهاك الواقع عليهم، مما يعني أن هناك عدداً أكبر من الصحفيين الذين لا يرغبون مطلقاً في ذكر الانتهاك الواقع عليهم أو حتى توثيق الانتهاك نظرًا لاعتبارات أمنية تهدد سلامتهم أو سلامة أسرهم.

وطالبت المنظمة الليبية للإعلام المستقل في تقريرها مؤسسات الدولة المختصة بتوفير الحماية للصحفيين والمؤسسات الإعلامية، وحثت السلطات الليبية على اتخاذ مزيد الخطوات لحماية حرية الصحافة، وتوفير بيئة مواتية لوسائل الإعلام يمكنها من خلالها العمل بحرية، دون تمييز، ودون الخوف من الأعمال الانتقامية أو العقاب التعسفي.

ودعت المنظمة السلطات الليبية لعدم تعقيد إجرءات العمل الصحفي من خلال هيئة يوكل إليها مهمة إعطاء أذونات مزاولة العمل الصحفي، وفقًا للمعايير الدولية، وضمان حصول الصحفيين على التسهيلات الممكنة للحصول علي المعلومات.

وحث التقرير اللجنة التأسيسة لنقابة الصحفيين على استكمال مقترح تأسيس نقابة جامعة لكل الصحفيين العاملين في المجال الصحفي في ليبيا تضمن جميع حقوقهم وتكون سندًا قويًا في حماية حقوقهم المهنية، والدفاع عنها أمام الجهات ذات العلاقة.

وجددت المنظمة دعوتها للسلطات التشريعية بإصدار قانون جديد ينظم الإعلام في ليبيا، وإلغاء التشريعات والتي تفرض عقوبات تصل إلى الإعدام على جرائم متعلقة بالتعبير السلمي عن الرأي بالمخالفة للإعلان الدستوري والمواثيق الدولية الخاصة بحماية حرية الصحافة والتي وقّعت عليها الدولة الليبية.