الحكومة المكلفة على المحك.. هل ينجح أسامة حماد فيما فشل فيه باشاغا؟

0
232
أمس الثلاثاء، كلف مجلس النواب الليبي وزير المالية أسامة حماد بتسيير مهام رئاسة مجلس الوزراء بدلاً من فتحي باشاغا بعد نحو 15 شهراً من تكليفه، بعد سلسلة انتقادات واسعة.
 
ويعني اختيار أسامة حماد محاولة من مجلس النواب في حل المختنقات التي تواجه الحكومة والتي فشل باشاغا في حلها، وإيجاد منفرج سياسي للمؤسسات الليبية، بما جاء في صالح حكومة الوحدة التي سحب منها المجلس شرعيتها.
 
ويعزز هذه النظرة، ما جاء على لسان عضو مجلس النواب جبريل أوحيدة، والذي قال إن رئيس الحكومة المكلفة من مجلس النواب الموقوف، فتحي باشاغا، تعاون مع حكومة الأمر الواقع في طرابلس، لوبي عبدالحميد دبيبة لشل الوضع، ربما لخدمة تيار معين لا أريد التحدث عنه هو الآن يرفض إزالة باشاغا”.
 
وأضاف أوحيدة: “من ضمن برنامج باشاغا الذي انتخبناه من أجله هو تسلم السلطة في طرابلس خلال أيام أو مدة محددة، وتكون لدينا حكومة وحدة وطنية، وهذا ما كنا نصبو إليه ليوصلنا إلى الانتخابات، لكن للأسف الشديد أخفق في هذا الأمر ولم يستطع، كان عليه منذ ذلك التاريخ أن يعتذر لمجلس النواب، لكن لم يستطع حتى إقامة حكومة حقيقية في الشرق الليبي”.
 
واستطرد: “كان عليه مع الإخفاق إقامة اجتماعات وتدارس الأمر كما فعلت حكومة عبدالله الثني التي كانت تقدم خدمات لكل مناطق ليبيا مع تحفظنا عليها، لكنها عملت وقدمت خدمات أكثر حتى من حكومة فايز السراج التي صرفت أكثر من 300 مليارات دينار، مناطقنا لم تر منها شيئاً.
 
وفي ظل هذه التطورات، تعلقت طموحات مجلس النواب بحماد، لكن يبقى السؤال هل يستطيع النجاح بالحكومة المكلفة؟
 
أسامة سعد حماد صالح القبايلي من مواليد مدينة إجدابيا عام 1979 من سكان حي الزحف، تخرج في جامعة النجم الساطع الليبية بمدينة البريقة، وهي جامعة متخصصة في علوم النفط.
 
استكمل دراسته في ماليزيا، حيث حصل على شهادة الماجستير ليعود بعدها إلى ليبيا، ليحصل على الدكتوراه في علوم كيمياء النفط.
 
عمل حماد عام 2013 بالحكومة الليبية رئيسا لهيئة الطاقة الذرية، قبل أن يتولى رئاسة مكتب التعاون الدولي في الحكومة التي انتقلت آنذاك إلى مدينة البيضاء، بعد أن كلف المؤتمر الوطني السابق حكومة موازية برئاسة عمر الحاسي سيطرت على العاصمة طرابلس.
 
وأوكلت مهام حقيبة وزارة المالية بحكومة الوفاق، التي انبثقت عن اتفاق الصخيرات في 17 ديسمبر 2015، وعمل لجانب 17 وزيراً آخرين حضروا أول اجتماع للحكومة في 2 يناير 2016 في تونس العاصمة.
 
ولما نشب خلاف بين مجلس النواب وحكومة فايز السراج، انحاز حماد لمجلس النواب، واعترض على السراج، لتتم إقالته في أكتوبر 2018. 
 
وفي فبراير 2022، كلف مجلس النواب الليبي فتحي باشاغا بتشكيل حكومة جديدة بدلا عن حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة الذي أعفاه البرلمان ولا يزال يتمسك بالسلطة.
 
وفي 1 مارس 2022 أعلن مجلس النواب الليبي خلال جلسته رسمية منح الثقة لحكومة فتحي باشاغا بأغلبية 92 صوتاً من أصل 101 نائب حضروا الجلسة فيما كان أسامة حماد ضمن الأسماء الـ33 في الحكومة الجديدة في منصب وزير التخطيط والمالية.
 
وهاجم رئيس الوزراء المكلف، حكومة الوحدة، كثيرًا، بسبب التجاوزات المالية في ملفات عدة، حتى وصل إلى تقديم بلاغ للنائب العام بخصوص الفساد المالي لحكومة الدبيبة والتي كان آخرها قبل شهرين، حينما منعت حكومة طرابلس ميزانية مرصودة لأطفال مرض السرطان في بنغازي والذين توفي منهم تسعة أطفال جراء تأخر العلاج في الأردن.