اجتماع وزراء الخارجية التشاوري بطرابلس.. لماذا قاطعته 13 دولة عربية؟

0
358
اجتماع وزراء الخارجية التشاوري بطرابلس

قاطعت 13 دولة عربية من الـ 21 دولة الأعضاء الحاليين بجامعة الدول العربية الاجتماع التشاوري لوزراء الخارجية العرب الذي نظمته أمس الأحد وزارة الخارجية بحكومة الوحدة في العاصمة الليبية طرابلس.

وعقد الاجتماع برئاسة وزيرة الخارجية بحكومة الوحدة، نجلاء المنقوش، بصفتها رئيس مجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري للدورة 158 بحضور وفود كل من الجزائر، تونس، قطر، فلسطين، سلطنة عمان، السودان، جُزر القمر، إضافة إلى الممثل الخاص للاتحاد الأفريقي والمبعوث الأممي إلى ليبيا عبد الله باتيلي.

واعتذرت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية عن حضور وفد من الجامعة للاجتماع بعد مشاركة 7 دول فقط وعدم اكتمال النصاب المطلوب وهو 14 دولة.

وعقب الاجتماع خرجت المنقوش، في مؤتمر صحفي لتهاجم الأمانة العامة لجامعة الدول العربية وتتهمها بمحاولة تعطيل الاجتماع، مدعية ابتداع أمانة الجامعة العربية شرطاً غير موجود في الميثاق واللوائح وغير مسبوق.

وأشارت المنقوش، إلى أن الإجراء الذي اتبعته الأمانة العامة لجامعة الدول العربية وضع الكثير من الدول في حرج الاصطفاف وبالتالي تكون الجامعة قد أقحمت نفسها في الانحياز الواضح لإحدى الدول وهو ما تمنت تجنبه من أمانة الجامعة حرصاً على وحدة الصف العربي والعمل العربي المشترك، على حد تعبيرها.

وأعربت المنقوش، عن رفضها تسييس قواعد العمل بنطاق جامعة الدول العربية، مشيرة إلى أن هناك بعض المحاولات العربية لعرقلة الجهود الدولية في الاستقرار ومسار الانتخابات.

وأدعت أن الظروف الإقليمية والعربية ألقت بظلالها على انسيابية عقد الاجتماع، لافتة إلى أن الاجتماعات الوزارية التشاورية الطارئة عقدت في السابق بحضور وزيرين أو ثلاثة.

وعلق عضو مجلس النواب الليبي، إبراهيم الزغيد، على عزوف الدول العربية عن المشاركة في الاجتماع قائلاً: أن تغيب الوزراء العرب وعدم قبولهم الدعوة هو بسبب تفهمهم العميق بأن حكومة الوحدة غير شرعية وسحبت منها الثقة بموجب قرار من الجسم التشريعي في ليبيا وهو مجلس النواب.

وأوضح الزغيد، في تصريحات صحفية أن تغيب أغلب وزراء العرب هو لتفهمهم بأن الحكومات في أي دولة من دول العالم لكي تمارس عملها تأخذ شرعيتها من المجالس النيابية، وتلك المجالس هي التي تسحب الثقة من الحكومات ويتم استبدالها بحكومات أخرى مثل ما حدث في ليبيا، حيث تم سحب الثقة من حكومة الوحدة واستبدالها بحكومة جديدة برئاسة فتحي باشاغا.

فيما قالت عضو مجلس النواب الليبي، سارة السويح، إن غياب بعض الدول عن اجتماع طرابلس سببه الخلاف في السلطة التنفيذية ووجود حكومتين والانقسام العربي حولها، مشيرة إلى أنه لا يتم تجاوز هذه المعضلة دون حوار ليبي شامل وجدي.

من جهته قال عضو مجلس النواب علي الصول، إن عدم حضور عدد من وزراء العرب لاجتماع حكومة دبيبة في طرابلس دلالة على أن هذه الحكومة غير شرعية، وستغادر طريق السلطة قريباً.

ورأى المرشح الرئاسي، سليمان البيوضي، أن فشل اجتماع وزراء الخارجية التشاوري بطرابلس والذي كانت حكومة دبيبة تسعى من خلاله لتقديم نفسها كسلطة معترف بها عربياً، ليكون الموقف العربي الموحد ضدها، يعتبر بمثابة إعلان رسمي للإطاحة بها.

ولفت البيوضي، إلى الدول التي حضرت الاجتماع كان تمثيلها ضعيف ومجاملة فقط لا غير، وهو يدل أنها ليست ببعيدة عن الإجماع العربي.

على الجانب الآخر، شكر رئيس الحكومة الليبية المكلفة فتحي باشاغا الدول العربية وعلى رأسها مصر والسعودية والإمارات والأمانة العامة للجامعة العربية على امتناعهم عن المشاركة في المسرحية التي حاولت الحكومة المنتهية الولاية تسويقها، للادعاء بأنها الجهة المعترف بها دولياً.

ودعا باشاغا، الدول العربية لدعم وحدة البلاد والمصالحة بين الليبيين ودعم التسوية الليبية الليبية التي ستدفع إلى وجود سلطة منتخبة تمثل إرادة الشعب الليبي.

كما دعا دولتي الجزائر وتونس إلى إعادة النظر في سياساتهما الخارجية تجاه ليبيا، وأن لا ينجروا وراء أهواء حكومة انتهت ولايتها القانونية والإدارية من قبل السلطة التشريعية وفقا لأحكام الإعلان الدستوري والاتفاق السياسي.