مؤتمر مصالحة أم القضاء على المرتزقة والميليشيات والفساد.. ماذا تحتاج ليبيا؟

0
147

مؤتمرات ومبادرات ولقاءات ومجهودات تبذل في كل مكان على مدار عقد من الزمن، جميعها دون استثناء، بلا جدوى ولم تُثمر عن شئ، على الرغم من الجهود الخارجية التي تُبذل لحل النزاع، وبعض المحاولات الداخلية، فدائما هناك من يعطل خطوات الإصلاح والاستقرار والوحدة.

فبعدما ضاقت السبل ويأس الشعب الليبي من حل أزمته المستمرة، أطلق المجلس الرئاسي الليبي مبادرة من أجل لم الشمل وحل الأزمة والوصول بالبلاد إلى مرحلة الاستقرار، التي إذا تمت، ستؤدي حتما إلى الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، والتي بدورها ستجعل ليبيا تعيش كغيرها من الدولة آمنة مستقرة.

وعلى الرغم من طموح الفكرة، والإشادة بها على كل المستويات، والوعود الدولية والمحلية بدعمها من أجل إنجاحها، إلا أن تاريخ المجلس الرئاسي الحالي في ليبيا، منذ توليه السلطة إلى الآن، لا يُبشر بالخير، خاصة وأن مبادراته لم تلق قبولاً ولم تتفاعل معها القوى السياسية في ليبيا.

ولكن، رغم أن المجلس الرئاسي وطريقة تعامله مع أزمات ليبيا لا توحي بتبنيه حلولا للأزمة، إلا أن ذلك لم يكن السبب الوحيد في عدم نجاح تلك المبادرة، فمن خلال متابعة بسيطة لما يحدث في البلاد على مدار الـ 10 سنوات الأخيرة، يمكنك ببساطة أن تتوقع ما سيحدث، وهناك العديد من الأسباب لبرهنة ذلك.

السبب الأول لعدم نجاح أي مبادرة، حتى وإن اتفقت كل القوى السياسية المتنازعة في ليبيا على الحل، هو وجود الميليشيات، هى القوى الحقيقية على الأرض، وهي السبب الرئيسي في عدم الاستقرار بالبلاد، فوجود السلاح بأيادي أشخاص لا يتبعون المؤسسات العسكرية والشرطية بالدولة، ومنحهم السلطة والنفوذ، أخطر بكثير من أي أزمة أخرى في ليبيا.

السبب الثاني ولا يقل خطورة عن الميليشيات، هو وجود قوات عسكرية أجنبية غير نظامية في ليبيا، وهم المرتزقة، فهم يمثلون الأيادي الباطشة لقوات أجنبية، وتعد واضح على السيادة الليبية، وتدخل سافر في الشأن الليبي، وهم أحد وسائل الضغط من قبل دول على دول أخرى على أراضي ليبيا.

السبب الثالث، هو وجود قوات أجنبية نظامية تتبع جيوش بعينها على الأراضي الليبية، وهدفهم إدارة المرتزقة التابعين لبلادهم على في ليبيا، فوجود كل تلك القوات بهذا الحجم الضخم من الأسلحة وتشبث دولهم ببقائهم في ليبيا، لن يؤدي ذلك بأي شكل من الأشكال لحل الأزمة.

الأزمة معقدة ومتشعبة، خاصة وأن وجود الميليشيات مرتبط بوجود السلطة الحالية في غرب ليبيا، كما كان يحدث في عهد حكومة السراج والآن مع حكومة عبد الحميد دبيبة، فكلاهما منح قادة الميلشيات الدعم الكامل والسلطة والنفوذ فزاد بطشهم.