صراع سياسي.. ضحيته المواطن الليبي

0
321
باشاغا ودبيبة

الصراع من أجل الشرعية ودخول العاصمة الليبية لم ينته، فالطرفان المتصارعان رئيس حكومة الوحدة عبدالحميد دبيبة ورئيس الحكومة المكلفة من مجلس النواب فتحي باشاغا، لن يصبر أحدهما على الآخر، ولو على دماء الليبيين.


سقط ضحايا كثر وعشرات المصابين من المدنيين، كان أشرسها أواخر أغسطس الماضي، وسقط خلالها أعلى حصيلة سجلت 32 قتيلاً وعشرات الجرحى، في أسوأ قتال شهدته العاصمة منذ سنتين.


مشاهد عبثية تتكرر بين الحين والآخر، على الرغم من حالة الترقب التي تشهدها العاصمة الليبية، مع استمرار المناورات السياسية ومحاولات كسب الدعم الدولي والحصول على اعتراف من أجل أن يتباهى أحدهما على الآخر: “أنا انتصرت”!


اشتباكات عدة، آخرها في أكتوبر الماضي، شهدتها منطقة غوط الشعال بطرابلس، باستخدام الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، لتنضم لسلسلة من الاشتباكات، قبلها ما شهدته مدينة الزاوية، سقط خلالها 18 شخصاً ما بين قتيلاً وجريح بينمها طفلة.


لكل طرف ميليشياته التابعة لها، ورغم أنها ليست حرب معلنة، لكنها أشبه حرب بالوكالة، يناكف كل منهما الآخر بأذرعه العسكرية.


ففي اشتباكات الزاوية في أواخر سبتمبر، تبادلت الميليشيات المتحاربة التابعة لعثمان الهب والسيفاو، إطلاق النار والقذائف بالأسلحة الثقيلة في عدة مناطق ممتدة بمحيط كوبري الخضراء، مخلفة وراءها خسائر مادية كبيرة فضلاً عن سقوط ضحايا من المدنيين.


قبلها بأسبوع، نشبت اشتباكات عنيفة بطريق مطار طرابلس القديم بين مجموعات مسلحة تتبع مدينة مصراتة يقودها عبد السلام زوبي، وأخرى من مدينة الزاوية يقودها محمد بحرون “الفار”.


وفي 3 سبتمبر، وقعت اشتباكات بين السرية الثالثة بقيادة رمزي اللفع التابعة لحكومة الوحدة، والكتيبة 55 بقيادة معمر الضاوي، الموالية لباشاغا في محيط قرية الساعدي بمدينة ورشفانة، استخدمت فيها أسلحة خفيفة ومتوسطة، خلفت إصابة 5 مدنيين بإصابات طفيفة من عائلة واحدة “عائلة محمد ضوء بن موسى” نتيجة لسقوط قذيفة على منزلهم.


واندلعت اشتباكات أغسطس التي خلفت 32 قتيلاً و159 مصاباً، بين قوات جهاز دعم الاستقرار بقيادة غنيوة الككلي، الموالية لـ”دبيبة”، والكتيبة 92 بقيادة هيثم التاجوري، الموالية لباشاغا، وذلك لوجود تخوفات حكومة دبيبة من احتمالية تغير تبعية ولاء “كتيبة 777” إلى حكومة باشاغا، لاسيما أنها تتمركز في نقاط استراتيجية بوسط العاصمة.


واقتحمت الأولى أحد مقرات الثانية بحي “باب بن غشير”، قبل أن تقوم الأخيرة باقتحام أحد مقرات “جهاز دعم الاستقرار” بشارع الجمهورية.


ولم تقتصر الاشتباكات فقط على الهجمات المتبادلة بين “جهاز دعم الاستقرار” و”كتيبة 777″، بل امتدت لتشمل أربع جبهات متوازية، حيث حاول باشاغا استغلال المواجهات بين المجموعات التابعة للدبيبة لدخول العاصمة.


وشن باشاغا حرباً من 4 محاور، فبدفع بميليشيات من مدينة الزاوية من الجبهة الغربية لطرابلس، بقيادة علي بوزريبة ومعمر الضاوي، وتمكنت من السيطرة على جسر 17 جنزور قبل أن تتمكن العناصر التابعة لدبيبة من استعادة السيطرة عليه. ودفع بقوات من مدينة مصراته بقيادة سالم جحا، من المحور الشرقي وتمركزت في زليتن.


وحاول كل طرف استغلال أوراقه، فدبيبة الذي استعان بقوات تركية لصد هجوم باشاغا، قرر المدعي العام العسكري بحكومة الوحدة، مسعود رحومة، إدراج باشاغا على قوائم الممنوعين من السفر، بالإضافة إلى كل من مدير الاستخبارات العسكرية السابق، أسامة الجويلي، ووزير الصحة بحكومة باشاغا عثمان عبد الجليل، بالإضافة إلى رئيس الحزب الديمقراطي، محمد صفوان.


ورغم ادعاءات باشاغا بنبذه العنف وتمسكه بممارسة الحقوق السياسية بالطرق السلمية، نافياً أي علاقة له باشتباكات طرابلس، وأن تلك الاشتباكات هي نتيجة للصدام بين الميليشيات، وأن الأخير لا يزال يستغل موارد الدولة لتشكيل مجموعات مسلحة تدعم حكمه بمنطق القوة، إلا أن كلاهما يسعى للسيطرة على مقر مجلس الوزراء على جثث الليبيين.