11 عاماً على “عيد التحرير”.. ليبيا لم تعد ليبيا

0
154

11 عاماً مضت على انتهاء نظام الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، نتيجة لانتفاضة فبراير 2011، والتي خرجت بزعم قيام دولة مدنية والقضاء على الديكتاتورية. 

قبل 11 عاماً ظن الليبيون أن عهد الدولة الجديدة قد بدأ، لكن الحقيقة بدأ عصور من الظلام لم ينجح أحد في الخروج منها.

صارت ليبيا غير ليبيا، وانتشرت الميليشيات المسلحة، والمرتزقة في مدن الغرب المحتلة من قبل تركيا، بإيذان من حكومتي الوفاق والوحدة المنتهيتين.

وخلال تلك الأعوام العجاف، احتل المتطرفون المدن، من بنغازي حتى طرابلس، وأريقت كثير من دماء أبناء الليبيين بدون ذنب، واغتيل الأطفال والنساء على مرئى ومسمع من العالم أجمع.

لم يعد خلالها الأهالي المهجرون إلى بيوتهم مرة أخرى، كون ميليشيات غرب ليبيا ترفض تسليم المدن لأصحابها، وهو الأمر الذي وقفت أمامه الحكومات المتعاقبة عاجزة، وعلى رأسها حكومة الوحدة برئاسة عبد الحميد دبيبة الذي وعد بجل الأزمة في 2020.

أحداث فبراير تلك التي قامت للقضاء على الفساد ومحاربته وتطوير التعليم وغيرها من الملفات، لكن الحال أسوء مما كان عليه، وصارت القطاعات في انهيار مستمر. 

على المستوى التعليمي خرجت ليبيا خارج التصنيف الدولي في مؤشر جودة التعليم لعام 2022، وكذلك خرجت من تصنيف مؤشر الأمن الغذائي، على خلفية التدهور المعيشي ومعاناة المواطنين.

 

وفي 2018، وهو العام الذي صدر فيه أخر إحصائية على المستوى الدولى يقيس مؤشر فاعلية القانون والقضاء في العالم، كانت ليبيا خارج التصنيف، بالإضافة إلى خروجها من قائمة الـ 100 دولة الأكثر رعاية صحية. 

صارت ليبيا أيضا خارج قائمة الـ 100 دولة في التنمية البشرية، بالإضافة إلى أنها دائما ما تمر بوضع مخجل في مجال حرية الصحافة، حيث لم تكن ضمن الـ 100 دولة الأولى في هذا المجال.

كذلك خارج قائمة الـ 150 دولة الأكثر ازدهارا، وأيضا خارج قائمة الـ 150دولة في السلام العالمي، وفي مجال محاربة الفساد فإنها لم تكن ضمن قائمة الـ 150 دولة الأولى.

ووفق أحدث تقرير لبرنامج الأغذية العالمي، قال التقرير إن 13 % من الأسر الليبية لديها فجوة في الأمن الغذائي وإن سعر سلة الغذاء زاد بنحو 164 دولاراً منذ فبراير الماضي.

وقدر برنامج الأغذية العالمي عدد الليبيين الذين يحتاجون إلى مساعدات إنسانية بنحو مليون و300 ألف شخص، 699 ألفاً منهم يعانون انعدام الأمن الغذائي وبعضهم يستفيد من مساعدات غذائية يشرف البرنامج على توزيعها شهرياً في عدد من المناطق.

وبلغ مجموع المستفيدين من مساعدات البرنامج الأممي في يونيو الماضي فقط 65989 شخصاً منهم 43992 تلميذاً و2950 مهاجراً من المقيمين في البلاد.

وفي تقرير سنوي لتقييم المخاطر العالمي نشرته صحيفة الإندبندنت البريطانية، حلت ليبيا في قائمة أخطر دول العالم التي يمكن زيارتها. 

التصنيف الذي أعدته شركة غلوبال غارديان، وهي شركة متخصصة في مخاطر السفر، قيّم احتمالات التصعيد وتأثيراته المحتملة، وصنّف الدول تحت تصنيف “متطرف” و”مرتفع” و”متوسط” و”معتدل” و”منخفض”.

وجاء في قائمة الدول شديدة الخطورة: ليبيا، وأوكرانيا، وباكستان، وسوريا، والصومال، واليمن، وأفغانستان، وجمهورية إفريقيا الوسطى، وبوركينا فاسو، ويعني ذلك أنها تشهد صراعات نشطة، ولديها مستوى عالٍ من النشاط الإجرامي والاضطرابات المدنية، ومؤسساتها في هذه البلدان غير قادرة على إدارة الجماعات المسلحة أو الكوارث واسعة النطاق.

ولم تكن الجامعات الليبية بمعزل عن باب الخروج الكبير، فحلت جامعة بنغازي في الترتيب 2401 عالمياً، والمركز الـ 90 عربياً والمركز الـ71 إفريقياً، والمركز الأول محلياً، في تصنيف الويبوماتركس للنصف الثاني يوليو 2022، والذي تحصلت فيه جامعة طرابلس على المركز 3981 عالمياً، والثاني محلياً، وأحرزت جامعة مصراتة الترتيب 4010 عالميا، والثالث محلياً.