هل تصلح الجزائر أن تكون وسيطاً نزيهاً لحل الأزمة الليبية؟

0
166

كشفت تقارير إعلامية أن المسؤولين الجزائريين طرحوا على المجلس الرئاسي الليبي مبادرة لجمع الفرقاء على طاولة واحدة والمساهمة في حل الأزمة الليبية، وهو ما أثار تساؤلاً مهماً: هل تستطيع الجزائر أن تكون وسيطاً نزيهاً بين كافة الأطراف الليبية؟

وللجزائر مواقف مثيرة للجدل مؤخراً، أثارت غضب الكثير من الليبيين بعد أن أكدت في أكثر من مناسبة أنها تدعم حكومة الوحدة برئاسة عبد الحميد دبيبة، معتبرها “الحكومة الشرعية” في تجاهل واضح لقرار مجلس النواب بتكليف حكومة جديدة برئاسة فتحي باشاغا. 

وتعول الجزائر على نجاحها في ملف الوساطة بين الفصائل الفلسطينية، وتكرار الأمر في ليبيا مؤكدة قدرتها على تقريب وجهات النظر بين الفرقاء.

وقالت تقارير إن الجزائر تقود بالفعل جهوداً دبلوماسية على أكثر من صعيد لبلورة مصالحة وطنية ليبية على غرار السيناريو الفلسطيني الذي توج الخميس الماضي بتوقيع ممثلين عن 14 فصيلاً على اتفاق للمصالحة وإنهاء الانقسام. 

وطرح المسؤولون الجزائريون مبادرتهم على المجلس الرئاسي الليبي خلال الزيارة التي أداها رئيسه محمد المنفي إلى العاصمة الجزائرية بدعوة من الرئيس عبد المجيد تبون قبيل القمة العربية الحادية والثلاثين التي ستنعقد 1 و2 نوفمبر القادم. 

وأضافت التقارير أن الجزائر تراهن على جمع الفرقاء الليبيين حول طاولة واحدة للحوار لتجاوز الأزمة بهدف التوصل إلى خريطة طريق ترتكز بالأساس على تنظيم انتخابات في أقرب وقت ممكن لتكريس سلطة تحظى بشرعية شعبية تساعدها على فتح باب المصالحة الوطنية الشاملة.

لكن بالنظر إلى الموقف الجزائري فالأمر ليس سهلاً، فالرئيس عبد المجيد تبون، أدلى بتصريحات كانت أثارت ضجة في ليبيا، وأظهر نيته عن تدخلات غير مقبولة في الشأن الليبي، فأعلن دعم استمرار حكومة الوحدة برئاسة عبد الحميد دبيبة، باعتبار أنها صاحبة الشرعية الدولية، في تحد صارخ لقرار مجلس النواب الليبي صاحب الشرعية. 

وفي يونيو 2021، قال تبون إن بلاده سنتدخل في ليبيا لمنع سقوط طرابلس في يد “المرتزقة” في إشارة إلى قوات الجيش الليبي. 

وفي أبريل 2022، قال تبون إننا ندعم الشرعية الدولية في ليبيا من خلال حكومة دبيبة، زاعماً أن استبدال دبيبة يجب أن يكون بعد انتخابات برلمانية. 

وفي مايو 2022، قال الرئيس الجزائري إن الحل الأمثل لاستقرار ليبيا إجراء انتخابات تشريعية، قائلاً: “نقف مع الشرعية الدولية وإذا تطلب الأمر سنتدخل في ليبيا”. 

بالطبع لن ينسى الليبييون تلك التصريحات المستفزة، فقبل كل شيء لا بد أن تعلن الجزائر عن حسن نيتها تجاه الوضع في ليبيا، قبل التنسيق للمؤتمر الدولي الذي تنوي عقده. 

وقالت مصادر لصحيفة البيان الإماراتية، إن الجزائر تعمل حالياً على تنظيم مؤتمر دولي يضم وزراء خارجية الدول المؤثرة في الملف الليبي، لدعم خطة تنظيم الانتخابات البرلمانية والرئاسية. 

وأشارت المصادر إلى وجود حالة من التفاؤل لدى المسؤولين الجزائريين بإمكانية الوصول إلى حل الأزمة الليبية في عام 2023، عبر حلول سلمية تفتح الأبواب أمام إجراء الانتخابات الرئاسية المتوقفة منذ 24 ديسمبر 2021. 

وقبل أيام قال الرئيس الجزائري، تبون، عقب استقباله لرئيس المجلس الرئاسي الليبية الأسبوع الماضي إن كل الأصدقاء في أوروبا وخارجها وحتى الأشقاء، تيقنوا اليوم بأن الحل في ليبيا يمر حتماً عبر الانتخابات ووفق ما يقرره الليبيون أنفسهم ودون تدخل من أي طرف. 

وأكد المنفي خلال اللقاء أهمية الانتخابات والقاعدة الدستورية كبداية للوصول إلى الاستقرار بالنسبة للشعب الليبي، آملاً بنجاح الدبلوماسية الجزائرية خلال القمة العربية في انتزاع موقف عربي موحد بشأن ليبيا.

ورأى عضو المجلس الرئاسي موسى الكوني أن المجلس يتطلع بتفاؤل إلى القمّة العربية المقرّر أن تقودها الجزائر، ويأمل أن تسهم في حلّ الأزمة الليبيـة والصّراعات الداخلية والخارجية. 

وأشار إلى أنّ ليبيا تعوّل كثيراً على الرئيس تبّون وكلّها أمل في إيجاد مخرج للأزمة في البلاد من خلال هذا الموعد العربي الحاسم الذي نأمل أن يتمكّن القادة في هذا اللقاء من تجاوز حالة الانقسام الذي يعرفه الموقف العربي حول الملف الليبي.