هل انتهت حالة القوة القاهرة في ليبيا ويمكن إجراء الانتخابات؟

0
192

زعم رئيس المفوضية العليا للانتخابات الليبية، عماد السائح، في تصريحات صحفية أن حالة القوة القاهرة التي أدت إلى عدم إجراء الانتخابات في ديسمبر الماضي انتهت الآن.

والسؤال المطروح الآن ما الذي تغير في المشهد الليبي لكي يدلي السائح، بهذا التصريح؟ فالأوضاع ازدادت سوءاً عما كانت عليه في ديسمبر الماضي، بل ولم تحل أي من المشاكل التي أدت إلى عدم إجراء انتخابات ديسمبر.

وكان السائح، قال في يناير الماضي في إحاطة أمام مجلس النواب، أن هناك ثلاثة عناصر دفعت المفوضية إلى إعلان القوة القاهرة، وتأجيل إجراء الانتخابات العامة.

وتمثلت العناصر الثلاثة في تأخر استلام قوانين الانتخابات والأحكام القضائية المتضاربة والتهديدات الأمنية التي تلقتها المفوضية، وتتمثل في محاولة اقتحام مقر المفوضية في طرابلس.

ولم تتغير أي من العناصر الثلاثة التي بسببها أعلنت المفوضية حالة القوة القاهرة حتى الآن فقوانين الانتخابات لم تنجز ومازالت معلقة في مشاورات المسار الدستوري بين مجلسا النواب والدولة.

وعن التهديدات الأمنية فالوضع في طرابلس الآن أسوأ بكثير عن ما كان في ديسمبر الماضي، وتكاد العاصمة على وشك أن تشهد صراع مسلح بين الميليشيات الموالية للحكومتين المتنافستين على السلطة.

ويرى مراقبون إنه لا يمكن إجراء الانتخابات في ظل الوضع الأمني الهش في البلاد وانقسام المؤسسات الليبية وعدم توفير حماية لصندوق الانتخابات.

كما يزيد من صعوبة إجراء الانتخابات في ليبيا تعنت رئيس حكومة الوحدة عبد الحميد دبيبة، ورفضه الامتثال لإجراءات مجلس النواب الذي أعلن انتهاء ولاية حكومته وكلف حكومة جديدة برئاسة فتحي باشاغا لقيادة مرحلة انتقالية لحين إجراء الانتخابات.

وفي الآونة الأخيرة تصاعدت حدة الخلافات في ليبيا بعد مطالبة فتحي باشاغا في خطاب إبراء ذمة، دبيبة بتسليم السلطة سلمياً لمنع الاقتتال وحفاظاً على دماء الليبيين.

إلا أن دبيبة، رد عليه بالإعلان عن تمسكه بالسلطة ورفض التسليم إلا بعد إجراء الانتخابات، مؤكداً أنه سيتصدى لكل من يحاول العبث بأمن طرابلس.

وشهد الغرب الليبي في الأيام الأخيرة تحشيدات وتحركات عسكرية تشير لاحتمالية اندلاع مواجهات مسلحة بين الميليشيات الموالية لدبيبة، والموالية لباشاغا.

وقامت الميليشيات المسلحة الموالية لحكومة دبيبة، بإعادة تمركزاتها في العاصمة طرابلس وأغلقت كل المنافذ المؤدية لوسط العاصمة وللمقرات الحكومية والمؤسسات السيادية، كما تم رصد وصول المزيد من التحشيدات من مدينة مصراتة.

في حين تتمركز الميليشيات الموالية لحكومة فتحي باشاغا، بكامل عتادها في ضواحي العاصمة طرابلس، خاصة بعد إعلان باشاغا عزمه الدخول للعاصمة طرابلس استجابةً لمطالب الليبيين.

وأثارت تحركات الميليشيات قلق أممي ودولي كبير من إمكانية أن يؤدي صراع الحكومتين إلى اندلاع مواجهات مسلحة، تتسبب في تفاقم حالة عدم الاستقرار في البلاد.