مجلس الأمن يصوت اليوم.. هل اختيار مبعوث أممي أفريقي يحل الأزمة الليبية؟

0
222
البعثة الأممية في ليبيا

يصوت مجلس الأمن الدولي، اليوم الإثنين، على المستشار الخاص الجديد إلى ليبيا، في ظل انقسامات بين القوى النافذة حول تبعية المبعوث الجديد. 

وعلى مدار أيام، قالت تقارير إن هناك توجّهاً أممياً بتعيين السنغالي عبد الله بيتالي رئيساً لبعثة الأمم المتّحدة للدعم في ليبيا، الأمر الذي ستكون له تداعيات بين القوى في المجلس. 

ومراراً، سبق واقترح الاتحاد الأفريقي على الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، تعيين أفريقي مبعوثاً للمنظمة الأممية لدى ليبيا، وهو أمر لم يواجه بالقبول رغم تعدد الأسماء المطروحة والجنسيات. 

اقتراح الاتحاد الأفريقي دائماً ما يلقى رفضاً أمريكياً وبريطانياً كونه يلقى قبولاً من روسيا والصين، وبالطبع فإن الأزمة الروسية الأوكرانية ستؤثر على ذلك. 

لكن هل يكون الحل في ليبيا بيد مبعوث أممي أفريقي؟.. الليبيون والأفارقة يرون أنه سيقرب كثير من وجهات النظر والمشكلات العالقة. 

ويرى مراقبون أنه حال كان الملف الليبي أفريقياً، فإنه سيكون له فرص نجاح كبيرة؛ لفهم الشخصية الأفريقية ولاطلاعها الكبير على طبيعة الدولة الليبية وتاريخها، وما له علاقة بها. 

لكن التجربة العربية الأفريقية تظهر خلاف ذلك، فسبق وتم تعيين مبعوثين عربيين في ليبيا، ولكنهما فشلا في الحل نظرا لتعقد الموقف الليبي والانقسام العربي حول ليبيا. 

ويرى فريق آخر، أن الأمر لن يغيى الكثير فالدور الأفريقي غائب عن أغلب قضايا القارة ولم ينجح في حلها، وكذلك لم تظهر جهود الاتحاد الأفريقي والمنظمات التابعة له في حل مشكلات في ليبيا، بل مجرد تصريحات. 

يقول الباحث في الشأن الليبي، عبد الغني دياب، إنه نجاح البعثة الأممية في ليبيا لا يتوقف على كون المبعوث أفريقي أو غيره، فالبعثة تحكمها الموائمات السياسية والتصارع بين الدول الكبرى داخل مجلس الأمن، والصدام الأمريكي الروسي خير دليل. 

وأشار الباحث في كلية الدراسات الأفريقية بجامعة القاهرة، في تصريحات خاصة لصحيفة الشاهد الليبية، إلى أن نجاح البعثة بشكل عام مرهون بحل المشكلات العالقة في ليبيا، وعلى رأسها أزمة الميليشيات والتي تعرقل أي حل سياسي. 

وتابع أنه في حال نجحت الأطراف المعنية في ليبيا بحل أزمة الميليشيات والفوضى الأمنية فإن غالبية الملفات ستحل بالطبع، وعلى رأسها ازدواجية الحكومة والقاعدة الدستورية للانتخابات. 

وبحسب مجلة جون أفريك، فإن اقتراح الوزير السنغالي، والمسؤول الأممي البارز، يتوقع أن يعرضه غوتيريش على مجلس الأمن الدولي، وتتوقع أنه يلقى قبولا من الأعضاء، لتطوى بذلك صفحة شغور المنصب الذي ظل كذلك لمدة ثمانية أشهر.

وبقبول أعضاء مجلس الأمن، وتجاوز عقبة الخلاف الأمريكي الروسي على تسمية مبعوث أممي إلى ليبيا، سيكون باتيلي، أول أفريقي يتم تعيينه في هذا المنصب الصعب بشكل خاص. 

وكان آخر هؤلاء السلوفاكي يان كوبيتش، الذي عُين في يناير 2021، لكنه تخلى عن المنصب بعد 11 شهرًا من توليه المهمة، واستقال في نوفمبر الماضي.

ومنذ ذلك الحين عملت الأمريكية ستيفاني ويليامز على التقريب بين وجهات نظر الفرقاء الليبيين، “كمستشارة خاصة” للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، لكنها لم تفلح في المهمة. 

وباتيلي سياسي ودبلوماسي سنغالي، من مواليد 1947، له توجه يساري، بعد عمله لفترة طويلة أمينا عاما لحزب الرابطة الديمقراطية / الحركة من أجل حزب العمال، وترشحه للرئاسة عام 1993، وحلوله في المركز الرابع، التحق بحكومة بلاده في نفس العام وزيرا للبيئة حتى عام 1998، ثم تولى منصب وزير الطاقة لعام واحد.

التحق باتيلي بالأمم المتحدة، حيث عمل دبلوماسيا بالمنظمة الأممية، ومنذ عام 2014، أسندت إليه مهمة الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في وسط أفريقيا.