السيناريو الأسوأ.. هل يقف الليبيون في وجه الميليشيات بعد عجز المؤسسات؟

0
269

يسيطر الرعب والخوف على أرجاء العاصمة الليبية، خشية وقوع اشتباكات جديدة بين الميليشيات، التي تسببت قبل أيام في سقوط أكثر من عشرات القتلى والمصابين. 

ويتزايد القلق مع معلومات جديدة عن غلق طريق المطار في العاصمة منذ أمس الإثنين، وفق شهود عيان عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وأيضاً التحشيد المستمر منذ أمس الإثنين، لعناصر تابعة لأسامة جويلي في مناطق بوابة الجبس والكريمية وبالقرب من معسكر السابع من أبريل وطريق السواني.

‏ووقعت مساء أمس، رماية في “طريق الجبس- السواني ” جنوب غرب ‎طرابلس تجاه طائرة مسيرة (درون)، ‏وقرب مصيف الليدو وسط ‎العاصمة، الأمر الذي سبب حالة من الهلع رصدتها كاميرات المواطنين. 

‏واليوم، أغلقت مجموعة مسلحة بوابة مصفاة ‎الزاوية ومنع الموظفين والمتعاملين من الدخول في مشهد عبثي، كحال عشرات المشاهد اليومية في المنطقة الغربية.

الوضع جد خطير، خاصة مع تزايد الغضب الشعبي لانعدام الأمن بصورة كاملة، وذلك في ظل تورط حكومة الوحدة المنتهية ولايتها ورئيسها عبد الحميد دبيبة في تعزيز حالة العنف وكذلك ميليشيات أخرى تابعة لمؤسسات أخرى. 

ناهيك عن استمرار التنازع على السلطة وعدم قبول الحل السياسي وتسليم المهام لحكومة مكلفة من مجلس النواب، وإغداق الأموال العامة والمخصصات المالية على جماعات العنف. 

ومن بين السيناريوهات التي قد يلجأ لها الشارع الليبي، الدفع نحو إتمام عملية توحيد المؤسسة العسكرية، لفرض الحالة الأمنية وحظر السلاح، ورد الميليشيات وإخراج المرتزقة. 

كل هذه الملفات لها علاقة بالتصعيد العسكري الأخير في العاصمة، فمع وجود بارقة أمل حول نجاح اجتماعات قادة المؤسسة العسكرية واللجنة المشتركة (5+5) في طرابلس الأسبوع الماضي، تفاقمت حالة الاستنفار، كون الميليشيات تدرك خطر تفكيكها ونزع سلاحها. 

ويتخوف مراقبون من دخول المواطنين على خط المواجهة، مع استمرار تهديد السلامة وقتل الأطفال والنساء والاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة، وتورط السلطة الأمنية في الاشتباكات، بسبب عدم السيطرة على الوضع، وذلك للدفاع عن النفس. 

الأمر خرج من كونه يهدد العملية السياسية، بل تخطى لدرجة اشتعال الأوضاع واحتمالية وقوع حرب أهلية في البلد المثقل بآلام الحرب. 

صحيح أنه ستكون هناك مقدمات وخطوات للمواجهة الشعبية ضد الميليشيات، بداية من تكرار الاحتجاجات وتزايد حدتها، ثم الدخول في عصيان مدني عام، وذلك حال استمرار فشل الجميع في وضع حد للفوضى الأمنية وفوضى الميليشيات.