بعد 70 عاماً من الاستقلال.. هل ليبيا الآن مستقلة؟

0
341
ذكرى استقلال ليبيا

يحتفل الليبيين، اليوم الجمعة، الموافق 24 ديسمبر بالذكرى الـ 70 لاستقلال بلادهم، الذي جاء بعد نضال آبائهم ضد المحتلين الأجانب.

وفي مثل هذا اليوم من العام 1951، أعلن الملك إدريس السنوسي، في بنغازي استقلال ليبيا، وقال في خطاب الاستقلال: “نعلن للأمة الليبية الكريمة أنه نتيجة لجهادها، وتنفيذاً لقرار هيئة الأمم المتحدة الصادر في 21 نوفمبر 1949، قد تحقَّق بعون الله استقلال بلادنا العزيزة”.

وكانت ليبيا تخضع لسيطرة الدولة البيزنطية حتى عام 647 م، حيث فتحها المسلمون على يد عمرو بن العاص، فأصبحت ليبيا جزءاً من الدولة العربية الإسلامية في العهد الراشدي، ثم الأموي فالعباسي.

واحتلت الدولة العثمانية ليبيا في عام 1551 وبقيت تحت سيطرتها حتى عام 1911، عندما أعلنت إيطاليا الحرب على الدولة العثمانية بهدف الاستيلاء على ليبيا.

لم تصمد الدولة العثمانية أمام الهجوم الإيطالي وتنازلت عن ليبيا لإيطاليا بموجب معاهدة لوزان الموقعة بين الطرفين في أكتوبر عام 1912، بذلك أصحبت ليبيا مُستعمَرة إيطالية.

قاوم الليبيون الاحتلال الإيطالي منذ وطأة أقدامه أرضهم، بقيادة عمر المختار وبدأ النضال عام 1911 واستمر حتى عام 1931، حتى تمكنت قوات الاحتلال الإيطالي من إلقاء القبض على عمر المختار وحكمت عليه بالإعدام شنقاً.

استمر الليبيون في مقاومة الاحتلال الإيطالي، حتى اندلعت الحرب العالمية الثانية، حيث قام الحلفاء (الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا) بمحاصرة سواحل ليبيا لإخراج إيطاليا منها في عام 1941، وتمكن الحلفاء من السيطرة على ليبيا في عام 1943، حيث تخلت إيطاليا رسمياً عن ليبيا بموجب معاهدة باريس الموقعة بينها وبين الحلفاء في عام 1947.

وبموجب معاهدة باريس أصبحت ليبيا مقسمة إلى قسمين، الأول يضم طرابلس وبرقة تحت الاحتلال البريطاني، والثاني يضم فزان تحت الاحتلال الفرنسي.

رفض الليبيون الخضوع لاحتلال جديد، فأعلن إدريس السنوسي استقلال إمارة برقة في مارس عام 1949، ثم رفعت القضية الليبية إلى الأمم المتحدة التي قررت استقلال ليبيا في نوفمبر عام 1949.

ونتيجة لقرار الأمم المتحدة انسحبت القوات الفرنسية والبريطانية من ليبيا في الـ 24 من ديسمبر عام 1951، ليصبح هذا اليوم “ذكرى استقلال ليبيا”.

ومع حلول ذكرى استقلال ليبيا الـ 70 ، تعاني ليبيا الآن من نوع آخر من الاحتلال، فبعد اندلاع أحداث فبراير عام 2011 وسقوط البلاد في الفوضى الأمنية، سيطرت جماعة الإخوان على البلاد والتي استعدت فيما بعد الاحتلال التركي.

وتدخلت تركيا عسكرياً في ليبيا منذ توقيعها الاتفاقية الأمنية المشبوهة مع حكومة الوفاق المنتهية ولايتها في أواخر عام 2019 وأصبحت تسيطر على عدة قواعد عسكرية في غرب البلاد.

وجلب الاحتلال التركي المرتزقة السوريين إلى الأراضي الليبية لدعم الميليشيات في غرب ليبيا وبسط سيطرته على البلاد.

كما جلبت حكومة الوفاق المنتهية ولايتها المحتل الإيطالي إلى ليبيا مرة أخرى، ففي أغسطس عام 2017، صادق البرلمان الإيطالي على مشروع قانون بإرسال بواخر إلى المياه الليبية لوقف الهجرة غير القانونية ومنع تهريب البشر في اتجاه أوروبا، في اتفاق بين إيطاليا وحكومة الوفاق.

وقوبل هذا القرار بردود فعل غاضبة في الأوساط الليبية حيث أعلن مجلس النواب الليبي رفضه لأي اتفاقية عقدها المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق أو أي طلب قُدم منه لدولة إيطاليا يُسمح من خلاله بانتهاك السيادة الوطنية للبلاد تحت ذريعة تقديم المساعدة والدعم لمكافحة الهجرة غير الشرعية من خلال السماح لقطع عسكرية أجنبية بدخول الأراضي الليبية.

‏كما يوجد لإيطاليا تواجد عسكري في مدينة مصراتة تحت مسمى المستشفى الإيطالي وهو تواجد يصفه مراقبون بأنه يندرج تحت الاحتلال الأجنبي.